ترجمة : محمد النصار _ العراق
أمضيتُ الصباحَ كلَّهُ جالساً في العيادة الجامعية.
أعدُّ أجراسَ الحِصصِ الدراسيَّة.
في الساعة الثانية ظهراً،
أوصَلَني جيراني إلى البيت.
فوجدتُ والدي ينتحبُ في الشرفة،
وهو الذي اعتادَ تقبُّلَ التعازي برباطة جأش
وجيم ايفانز الكبير يقولُ إنها لخسارة قاسية فعلاً.
كانَ الطفلُ يناغي ويهزُّ العربة ضاحكاً عندما دخلت،
مُحرَجاً من الرجال الذين جاءوا لتعزيتي
متأسفين لهذا المصاب، ومتهامسين بأنني الابن الأكبر.
وهناك في المدرسة، بينما كانت والدتي تمسك يدي بيدها وتزفرُ تنهُّداتٍ غاضبةً بلا دموع
في تمام العاشرة وصلتْ سيَّارةُ الإسعاف،
حاملةً الجثمانَ الذي أوقفت الممرِّضاتُ نزيفَهُ،
في صباح اليوم التالي
ذهبت الى الغرفة،
كانت الشموعُ والأزهارُ تضفي جوّاً من الهدوء حول السرير،
للمرَّة الاولى أراه،
بعد ستَّةِ أسابيعَ،
وقد غدا الآنَ أكثرَ شحوبا،
بكدمةٍ على الصدغ الأيسر
كان راقداً في صندوق طوله اربعة أقدام بحجم مهده،
لقد ضربه واقي الصدمة ضربة قاتلة
وها هو يرقدُ الآنَ في صندوقٍ طولُهُ أربعة أقدام،
قدمٌ واحدة لكلِّ عام.
____________________
*شيموس هيني : شاعر إيرلندي (1939 _ 2013) كان كاتبا مسرحيا ومترجما، وعضو في الأكاديمية الملكية، يعد أحد المساهمين الأساسيين في الشعر، حاز على جائزة نوبل للآداب عام 1995م.
*محمد النصار : شاعر ومترجم عراقي، مواليد 1961م