نَفتحُ بِغزَّةَ البابَ لِصُراخِنا الطَّويلِ || أنيس غنيمة

نصوص | مدار 24

لدينا رجاء هذه المرّة – أن نعود

لنرفع الركام عن أجساد أصدقائنا

ونبكي إلى جانبهم،

هذا المؤجّل طويلاً في العين،

هذه المرّة لدينا أمل،

وسنأخذه معنا إلى أين نذهب

إلى المقبرة أو

الحقل

وسنغسل به وسخ الشعوب عن ملابسنا

والألم من عظامنا

هذه المرّة

– كما كل مرّة

بعينٍ مفتوحة

نفتح الباب لصراخنا

الطويل

■ ■ ■

لم يتبق أحد –

هذا ما قالوه للفتاة

ذهبت العائلة في الليل فحسب

طوال أيامٍ ظلّت الفتاة تنادي في الجهات كلّها،

أمي

أبي

إلى أين؟

إخوتي

دميتي

عصافير الحديقة

حجارة البيت

أنا هنا،

تعالوا لنتقاسم هذا الرغيف الحلو

لديّ سكر وسكاكر خبأتهما لكم تحت الوسادة

اخرجي الآن يا أمي من هذا الخوف

وامسحي عني نزلة البرد

ونادي أبي ليحملني

لأنه لم تعد لدي قدمان لأمشي

تعالي الآن

لا تخبري إخوتي

■ ■ ■

لفرح الناس هنا أفرح

ولراحتهم أرتاح

ولحزنهم وحدهم هؤلاء

أبكي

■ ■ ■

الذين انتظروا طويلاً هذه اللحظة

من في غزّة الآن

وخارج خيامهم في عناق لا ينتهي

التي تزغرد هذه الساعة من بيتها

الأطفال الذين في حلقة واحدة يصيحون

والصفير الذي يدوّي في كل الآذان

الصيحات التي تعلو

والركض

نحو هذا الفرح

أو هذا البكاء

إليهم

وإليهم وحدهم

■ ■ ■

أريد أن أنزل إلى الشارع الآن وأسألهم،

حضن؟

ونذهب معاً متشابكين ومتعانقين

مثل رابطة إخوة

من كبرنا معاً

في هذه المأساة

■ ■ ■

إذا كان ثمة رجاء

فليكن العودة إلى البيت،

وإذا كان ثمة ثمن للعودة

فإنني أريد دفعه هناك،

لأنه ما من دمٍ يجري الآن،

وكل ما تبقى في العين

هو عن دموعها فحسب.

_________________

عن ملحق كلمات / الأخبار اللبنانية

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.