شتاء وخريف وأغنية لأبريل || ثلاث قصائد للشاعرة الفرنسية آنا دي نوايليس
ترجمة : أحمد آل محمد
آنا دي نوايليس هي شاعرة وكاتبة فرنسية، ولدت عام 1876م وتوفيت في باريس عام 1933م عن عمر 56 عاما، كتبت بالفرنسية، وكانت تجيد اللغة الانجليزية والألمانية واليونانية، كانت أيضا ناشطة نسوية.
_______________________________
“شتاء”
إنه الشتاء بلا عطر ولا أغاني
في المرج، حيث تخترق شفرات الخضرة
بنفاثاتها المنحنية
الثلج المتلألئ والصلب..
لا تزال بعض الشجيرات تحتوي على
أوراق صفراء
هشة تعضها الرياح القاسية والخشنة
مثل الماعز المتسلق..
والأشجار الصامتة
التي يعزلها كل هذا الثلج
توقفت عن إبداء
ثقتها الطوعية فيما بينها..
الغابات المورقة التي، خلال الصيف،
في دفء أوراقها القطنية،
عرفت ملذات
وصراخ الهدهد المغني..
أنت التي، في الموسم الحلو،
تنفست رائحة العلكة،
لترتجفين في الأفق
مع الإيماءات التي يملكها الرجال..
أنت متعبة، أنت عارية
لا شيء في الهواء يحميك بعد الآن،
وقلبك الرقيق أو الرمادي
يائس على الثلج..
فقريبة منك، أيتها الأخت الفخورة،
شجرة التنوب حيث تشرق الشمس
وتتأرجح ثمار متقشرة
تلمع بين إبرها..
▪️▪️▪️
“خريف”
هاهو البرد الشديد في شهر سبتمبر:
الريح تريد أن تدخل وتلعب في الغرف؛
لكن البيت يبدو قاسياً هذا الصباح،
ويتركه خارجاً يبكي في الحديقة..
كم أصبحت أصوات الصيف صامتة!
لماذا لا نضع حشرات السرعوف على التماثيل؟
كل شيء متجمد، كل شيء يرتجف
وكل شيء خائف؛ أظن أن
الرياح ترتجف..
الأوراق في الريح تتناثر كالمجنونة؛
إنها تريد أن تذهب إلى حيث تطير الطيور،
ولكن الريح تمسك بها وتسد طريقها:
لتموت على البرك غداً..
الصمت خفيف وهادئ؛ في الدقيقة
تمر الرياح مثل عازف الناي،
ثم يصمت كل شيء مرة أخرى،
والحب الذي يعزف تحت سماء الخير..
يعود ليدفئ نفسه أمام النار المشتعلة،
يداه مليئتان بالبرد وساقاه باردتان،
وبيتنا القديم الذي سيغير شكله
يرتجف ويتحرك ليشعر بدخوله…
▪️▪️▪️
“أغنية لأبريل”
طوال الليل كان المطر الخفيف
ينهمر بغزارة وسرعة.
تعال واستنشق رائحة الغابات العميقة
ورائحة الخضرة المرة..
قلبك حزين، باهت، ومتعب،
مثل فجر النهار. رائحة الليلك المحبة
سوف تتلاشى قريبا..
اليوم تشعر الروح البائسة
بصرخة عذابها الغامضة.
تعال واستمع إلى صوت تنقيط
الأوراق الميتة والمبللة..