ميلان في خضم أزمة وجودية: تراجع الأداء وغضب الجماهير

أمين شيرازيان

يشهد نادي ميلان الإيطالي، أحد أعرق الأندية الأوروبية، فترة عصيبة تنذر بأزمة وجودية، حيث يتخبط الفريق في سلسلة من النتائج المخيبة للآمال، مما أثار غضب جماهيره العريضة. فبعد سنوات من الاستقرار النسبي، وتحديدًا منذ تتويجه بلقب الدوري الإيطالي (السكوديتو) قبل ثلاثة أعوام، عاد الفريق إلى دوامة التراجع، حيث ودع دوري أبطال أوروبا مبكرًا، وتراجع في سلم ترتيب الدوري الإيطالي، ليحتل المركز التاسع، وهو مركز لا يليق بتاريخه العريق.

تضافرت عوامل عدة لتفاقم الأزمة، أبرزها القرارات الإدارية المتخبطة التي اتخذها المالك جيري كاردينال، والتي بدأت بالاستغناء عن المدير الرياضي المحنك باولو مالديني، الذي كان له الفضل في عودة الفريق إلى الواجهة بعد سنوات من التخبط. ثم تلا ذلك إقالة المدرب ستيفانو بيولي، الذي نجح في إعادة الروح إلى الفريق، وقاده إلى تحقيق لقب الدوري والتأهل إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

وقد أثارت هذه القرارات استياء الجماهير، التي رأت فيها تقويضًا لجهود مالديني وبيولي، وتفريطًا في المكاسب التي تحققت. وتفاقمت الأزمة مع التعاقد مع المدرب البرتغالي باولو فونسيكا، الذي لم ينجح في فرض شخصيته على الفريق، وتوترت علاقته مع اللاعبين، مما أدى إلى إقالته بعد فترة وجيزة. ثم جاء مواطنه سيرجيو كونسيساو، الذي وجد نفسه أمام فريق مفكك، ولاعبين فاقدين للشغف، مما جعله عاجزًا عن تحقيق أي تغيير إيجابي.

وقد وصل غضب الجماهير إلى ذروته، حيث قاطعوا مباريات الفريق، ورفعوا لافتات تندد بسياسات الإدارة، وتطالبها بالرحيل. ولم يتردد المدرب الأسطوري فابيو كابيلو في التعبير عن قلقه، مؤكدًا أن الفريق يفتقد إلى القيادة والكفاءة.

وفي ظل هذا الوضع المتأزم، يطرح السؤال: هل يتمكن ميلان من تجاوز هذه المحنة، واستعادة مكانته بين كبار الأندية الأوروبية؟ أم أن الأزمة ستتعمق، وتؤدي إلى مزيد من التراجع؟

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.