بغداد تكتب تاريخها بالنار بدل الحبر || حريق يلتهم مخزنًا للكتب في شارع المتنبي

شهد شارع المتنبي وسط العاصمة بغداد، مساء يوم  السبت 8 / آذار، حريقًا كبيرًا اندلع في مجمع الفلوجي، أحد أشهر المخازن المخصصة للكتب، ما أثار حالة من الحزن والغضب بين رواد هذا المعلم الثقافي العريق.

كأنها لعنة لا تنفك تلاحق الثقافة في بغداد، وكأن الكتب في هذه المدينة وجدت لتحرق بدلا من أن تقرأ، وقد قال أحد بائعي الكتب في الشارع تعليقًا على الحادث : “في بغداد ، الكتب ليست آمنة أبدًا ، فدومًا يهددها الخطر. لم يكن هذا الحريق مجرد لهب يلتهم الورق ، بل كارثة تمحو جزءًا من ذاكرة الإنسان ، من علمه وتاريخه وحضارته.”

واستمر الحريق لأكثر من ثلاث ساعات حسب شهود عيان قبل أن تتمكن فرق الدفاع المدني من السيطرة عليه بالكامل ، دون تسجيل خسائر بشرية. ولم تعلن الجهات المختصة حتى الآن عن الأسباب الفعلية لاشتعال النيران، لكن شهود عيان رجّحوا أن يكون تماسًّا كهربائيًّا هو السبب المحتمل.

لم يصدر بيانا من الجهات المعنية، وكأن الأمر لا يستحق التوضيح، كأن مجرد مكتبة متواضعة احترقت وحسب، وماذا بعد؟ متى ستتوقف هذه الحرائق التي تلتهم وجه بغداد الثقافي ؟

يُذكر أن شارع المتنبي يُعد القلب النابض للثقافة العراقية، حيث يضم العشرات من المكتبات ودور النشر والمخطوطات النادرة، ما يجعل أي ضرر يلحق به خسارة لا تُعوَّض للثقافة العراقية.