في الندوة المرافقة لتوقيع كتابه”اللغة الفينيقية –دراسة مقارنة مع اللغات الشرقية القديمة- الصادر عن دار دلمون الجديدة في المركز الثقافي العربي، أجاب الباحث الدكتور إياد عبد الله يونس عن العديد من الأسئلة التي طرحها الجمهور، منها سؤال يتعلق في فحوى العلاقة التي تربط اللغة الفينيقية باللغة العربية
ويعتمد الكتاب الذي وضعه الدكتور يونس على جانب توثيقي بدراسة النقوش والخرائط، وعلى المقارنة بين المفردات واستخراج الأمثلة من خلال النصوص لإيضاح العلاقة بين اللغة الفينيقية واللغات الشرقية القديمة واللغة العربية، وكيف وصلت العربية إلى سماتها وخصائصها الحالية؟
فتضمن أبحاثاً بعلم النحو والصرف والصوتيات مثل دراسة مقارنة للأصوات اللغوية الصامتة واللينة، إضافة إلى الملحقات، منها: مفردات اللغة الإيبلائية ومعناها باللغة العربية، ومفردات اللغة الفينيقية ومعناها بالعربية، ومفردات اللغة الآرامية ومعناها باللغة العربية، وكذلك اللغة الأكادية، فبدا الكتاب على شكل قاموس للغة العربية مع اللغات الشرقية القديمة.
ومما حفز الباحث على الخوض بخصائص الفينيقية وسماتها ومقارنتها مع اللغات القديمة والعربية هو التزييف التوراتي والصهيوني الذي طال الإرث الحضاري السوري، فأغلب الباحثين في مجال اللغات القديمة -كما ذكر الباحث- من الأوروبيين الذين اعتمدوا على المدرسة التوراتية الصهيونية في تزييف الحقائق التاريخية.
وتابع الباحث حديثه قائلا بأن لغتنا الأساسية هي اللغة الكنعانية الفينيقية، فهي الأم الحاضنة للغة العربية، إذ تصل مترادفات اللغة الكنعانية الفينيقية باللغة العربية إلى نسبة 96%، كما أنها تحتوي على نظام لغوي قواعدي وصرفي كامل مثل الجملتين الفعلية والاسمية والأزمنة والمبني للمعلوم والمجهول وغيرها، ومما نستشفه بأن اللغة العربية أخذت نتائج الجوانب اللغوية في اللغات القديمة وخاصة الفينيقية.
موضحا أن العلاقة بين اللغتين العربية والفينيقية علاقة أبوية بحسب ما توصلت إليه أبحاثه ودراساته في سمات اللغات الشرقية القديمة، سيما اللغات “السامية”، وإن الفروق بين اللغتين يرجع إلى عوامل التطور حيث أن اللغة الفينيقية انقرضت كلغة منطوقة منذ فترة طويلة، بينما لا تزال اللغة العربية لغة حية ومستخدمة على نطاق واسع.
____________________________
* نقلا عن مواقع عربية