تبارك منصة “مدار 24” بمناسبة عيد النوروز لجميع القوميات المعنية من الإيرانيين والكورد وجميع من يحتفلون به في العالم، وتتمنى لهم صفحة جديدة من حياة مليئة بالسلام والأمان.
نعيد التذكير بالنوروز أو “اليوم الجديد” يوم الاعتدال، وهو احتفال قديم يربط الحياة بالبعث، هو أول يوم في الربيع يبدأ معلنا عن انسلاخ حياة جديدة، وانتصار للنور على الظلام، تعود جذور هذا الاحتفال إلى مئات السنين قبل الميلاد، وتشترك فيه ثقافات من اقوام مختلفة، فهو يشبه لوحة معبرة عن عادات وتقاليد وقيم شعوب آسيا الوسطى والشرق القديم.
• أصل النوروز :
ينسب الاحتفال بالنوروز عادة إلى الشعوب الإيرانية القديمة، حيث أن جذوره تعود الى الدين الزرادشتي الذي ظهر في إيران قبل الميلاد بما يقارب 300 عام، وهو يعتبر مناسبة دينية مقدسة تعني الاحتفال بولادة الطبيعة وتجديد الحياة، ولا يزال مرتبطا بثقافة الشعب الإيراني، فهو يعتبر عيد رأس السنة الفارسية والسنة الكردية، والذي يوافق يوم الحادي والعشرين من شهر مارس.
لا يقتصر الاحتفال بعيد النوروز على الشعب الايراني بل تحتفل فيه شعوب الأكراد والعرب والاتراك والقوميات الاخرى، حيث يتم احياءه في كل من إيران، افغانستان، أوزبكستان، باكستان، طاجيكستان، قيرقيزستان، كازاخستان، أذربيجان، تركمانستان، العراق، سورية، تركيا، الهند.
• الأسطورة الفارسية :
واحدة من الأساطيرِ الايرانية الشهيرة عن عيد النوروز هي التي تقول أن الملك الفارسي جمشيد والذي كان يدعى جم، كان يسير في بقاع العالم، وحين وصل إلى اقليم أذربيجان أمر بنصب عرش، ولما جلس عليه أشرقت الشمس وسطع نورها على تاج وعرش الملك فابتهج الناس، وقالوا: هذا يوم جديد (نو روز) ولأنّ الشعاع يقال له في الفارسية البهلوية “شيد” أضيفت الكلمة إلى اسم الملك فأصبح جمشيد، وقيل بأن هذا هو أصل الاحتفال بهذا اليوم.
• الاسطورة الكوردية :
أما في الثقافة الكوردية فتقول الأسطورة إن “كاوة الحداد” قام بثورة على الملك الظالم “الضحاك” الذي كان “يأكل الأطفال” من خلال اثنين من الأفاعي ربطتا على كتفه، قبل أن يعمد كاوة إلى إشعال ثورة استعان فيها بأطفال أنقذهم من الموت وقدم لهم التدريب في جبل كانوا يحتمون به. وقام كاوه ببناء “نارا عظيمة” فوق الجبل ليخبر القرى المجاورة لقريته عن الثورة التي أشعلها، وكان هذا في يوم الحادي والعشرين من مارس.
مع وجود اساطير ومرويات اخرى ترجع إلى اصول عيد النوروز حتى الى عصر السومريين والبابليين، ولكنها في النهاية تتقاطع مع نتيجة واحدة وهي متمثلة بكون هذا اليوم يعبر عن “بداية حياة جديدة”.
• الاعتراف الدولي :
أدرجة منظمة “يونيسكو” عيد النوروز ضمن التراث الإنساني باعتباره احتفالية دولية تعزز ثقافة التسامح وحسب التعريف الذي وضعه موقع اليونسكو : بوصفه تقليداً تاريخياً يعود لأصله إلى نحو القرن السادس قبل الميلاد معلناً بداية سنة جديدة، وحلول الربيع وولادة الطبيعة من جديد، ويتمثل في مجموعة من الطقوس والأعياد القديمة في عدد من البلدان الواقعة بمحاذاة “طرق الحرير”
• تقاليد النوروز :
ينظّم الإيرانيون مائدة “هفته سين” أي مائدة السينات السبع وهي أوعية تبدأ تسمية جميع محتوياتها بالحرف سين، وهي ترمز للسرور والنضارة كما انها حجة لتجمع افراد العائلة لحظة تحويل العام الجديد.
وهذه السينات السبع هي “سبزه” الخضرة أو براعم القمح أو العدس التي ترمز الى ولادة جديدة والكثرة والبركة وارتباط الانسان بالطبيعة. “سمنو” السميد أو سكر القمح يرمز الى مهارة الايرانيين بالطبخ ونمو النباتات. “سيب” التفاح يرمز الى السلامة والجمال والولادة. “سنجد” الغبيراء ترمز الى العشق واسس الولادة، كما ان البعض يعتقد ان رائحة الغبيراء تحرك العشق في الانسان. “سير” الثوم يرمز الى السلامة والصحة والتداوي ودافع للسرور في الحياة. “سماق” السماق يرمز الى لحظة طلوع الشمس حيث تذهب الشرور فورا. “سركه” الخل يرمز الى الصبر.