رحيل الباحث والكاتب العراقي فاضل الربيعي

خاص | مدار 24

تعزي منصة “مدار 24” برحيل الكاتب والباحث والمؤرخ العراقي _ الهولندي فاضل الربيعي الذي وافته المنية هذا اليوم 30 / مارس 2025م بعد عمر ناهز 72 عاما افناها في بحث ودراسة الآثار الزائفة.

وقد كتبت مساء اليوم الدكتورة ندى فاضل الربيعي على صفحتها في فيسبوك تعزية برحيل والدها :

“أَنا مَن ماتَ وَمَن ماتَ أَنا / يا أَبي وَالمَوتُ كَأسٌ مُرَّةٌ  / لا تَذوقُ النَفسُ مِنها مَرَّتَين .. انتقل الى رحمة الله والدي الاستاذ المفكر والمؤرخ فاضل الربيعي . ننشر لاحقا تفاصيل العزاء والدفن في النجف الأشرف في العراق. إنا لله وانا اليه راجعون”

عرف الكاتب والباحث العراقي فاضل الربيعي المولود في بغداد عام 1952م بتوجهه اليساري، وكان من جيل الكتاب العراقيين الشيوعيين الأوائل، فقد بدأ حياته قاصا وكاتبا روائيا قبل أن يغادر العراق عام 1979م مع صعود حزب البعث للسلطة.

بعد إن غادر بغداد عام 1979م عاش الربيعي حياة المنفى من براغ الى عدن الى دمشق الى بلغراد ثم قبرص وعودته مرة اخرى الى دمشق ومنها غادر الى هولندا عام 1996م ليستقر فيها حتى حصوله على الجنسية الهولندية.

عرف الربيعي بكتابة القصة والرواية والمقالة، ورئاسة التحرير لعدد من الصحف والمجلات العراقية والعربية، قبل ان يحدث التحول الكبير في حياته الادبية، حيث أنه غير موجته، ليتخذ اهتماما كبيرا في دراسة التاريخ والاساطير العربية القديمة، خاصة فيما يتعلق بالأديان، والقوميات الأثنية.

وصل فاضل الربيعي إلى الشهرة بعد مضمار طويل في الكتابة والبحث والدراسة، ولكن برز اسمه اكثر بعد عام 2003م وخلال معارضته الشديدة للغزو الامريكي للعراق، ودعمه للمقاومة العراقية، كما عرف عنه سابقا مواقفه السياسية الجريئة، حيث أنه عارض الحرب الإيرانية العراقية في الثمانينيات.

افنى حياته في كفاح من اجل المعرفة والحقيقة بما يربو على اكثر من سبعين مؤلفا، استطاع فيها فاضل الربيعي ببراعته في البحث والدراسة والنقد أن يضيء عوالم مجهولة، ويكشف التزوير الذي طال مفاصل مهمة من التاريخ العربي، فقد فند تصورات وأطاريح كانت راسخة في الذهن العربي، وقد بين لنا أننا نعيش في كنف عالم يسعى للتطور ويهم بالتفكير على اساس تأريخ مزيف، ولاحظ أن العرب قد تم استلابهم بالفعل، وان الغرب هو المسؤول عن هذا الاستلاب، والذي دوما ما يوهمنا بالمعرفة الموثوقة.

وضع الربيعي كتاب “الاسطورة والسياسة” والذي كشف فيه نفاق قيادة الحزب الشيوعي العراقي وتملقهم لرجال الدين. ووضع كتاب “الخوذة والعمامة” الذي كشف فيه دور رجال الدين والحوزة في العراق. وكتابه “الشيطان والعرش” الذي حلل فيه الاسطورة العربية والتوراتية، وكتاب “كبش المحرقة” الذي قدم فيه دراسة للفكر القومي العربي وعلاقته بالاسطورة، أما كتابه “فلسطين المتخيلة” والذي الفه في هولندا وهو الذي ضمنه مشروعه الثقافي والفكري الضخم في خمسة مجلدات، والذي تناول به دراسة الكتاب المقدس.

ارث فكري وثقافي كبير تركه الربيعي وغادر عالمنا فجأة، حيث أن خسارة باحث مثل فاضل الربيعي، ليست كباقي الخسارات، ففي مثلها لا يتوقف نبض فقط، بل يتوقف انتاج وعمق وغزارة وصبر، صبر عنيد ولا ييأس. مات فاضل الربيعي ولم يمت ارثه.

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.