رحيل فالنتين إيف موديمبي أحد عمالقة الفلسفة الأفريقية

متابعة | مدار 24

نقلت وسائل إعلام مطلعة خبر وفاة الفيلسوف والبروفيسور والكاتب فالنتين إيف موديمبي والذي لا تزال نصوصه يتردد صداها العميق في الأوساط الفكرية والثقافية، صاحب اطروحة “اختراع أفريقيا”.

وقد رحل عن عالمنا موديمبي يوم 22 / أبريل، أستاذ الأدب في جامعة ديوك، وهو باحثٌ مرموق في الدراسات الكلاسيكية واللغويات والعلوم الاجتماعية في المواضيع الأفريقية المعاصرة، وقد ترك أرث ثقافي كبير تضمن عدد من المقالات، ودواوين شعرية، وأربع روايات، ودراسات مختلفة.

وُلد موديمبي في 8 ديسمبر 1941 في بلدة جادوتفيل، في مقاطعة كاتانغا بجمهورية الكونغو، وعاش حياته المبكرة في ظل اضطرابات سياسية شديدة خلال الاستعمار البلجيكي، درس الاقتصاد والفلسفة والأدب في الكونغو، ثم أكمل دراساته العليا في فرنسا، حيث درس اللغويات التطبيقية في جامعة بيزانسون، وحصل على الدكتوراه في الفلسفة بمرتبة الشرف من جامعة السوربون عام ١٩٧٠م.

حازت روايته “بين المد والجزر” الجائزة الكبرى للأدب الكاثوليكي الدولي، أما أهم كتبه فكتاب “اختراع أفريقيا : الغنوص والفلسفةونظام المعرفة” والذي حاز به جائزة هيرسكوفيتس من جمعية الدراسات الأفريقية، اضافة إلى رواية “بين المياه” وديوان شعر بعنوان “ديشيرور”، وكتاب “حكايات الإيمان : الدين كأداء سياسي في وسط أفريقيا”.

ويعتبر فالنتين إيف موديمبي شخصية محورية في التاريخ الفكري والثقافي الأفريقي. إذ أثر عمله على العديد من المجالات، بما في ذلك الدراسات الأفريقية، والفلسفة، وعلم الاجتماع، والأنثروبولوجيا، واللغويات، والتاريخ. وقد أحدثت كتاباته تحولات في التاريخ الفكري الأفريقي من خلال تحدي إعادة البناء التاريخي العنصري السائد في الفلسفة اليونانية.

يعد كتابه “اختراع أفريقيا” مراجعة واسعة النطاق لكيفية تأثير التصنيع الغربي للتمثيلات “البدائية” و”غير المتحضرة” لأفريقيا، وخاصة في البحث التاريخي والأنثروبولوجي، على الكلام المنفصل والهوية الذاتية بين الأفارقة أنفسهم. أثبت موديمبي أن المناهج النقدية في التعامل مع أفريقيا لا جدوى منها ما لم يتم التشكيك في المعارف التي تدعمها. ويطرح موديمبي مخاوف مهمة فيما يتعلق بالتباين والتكامل بين الماضي والحاضر باعتبارهما فترتين منفصلتين من تاريخهما وهويتهما. اهتماماته الأساسية هي الظاهراتية، والبنيوية، والحكايات الأسطورية، وتطوير اللغة واستخدامها.

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.