العراق بعد مشاركته بمعرض طهران الدولي للكتاب: شغف بغزليات سعدي الشيرازي ورباعيات الخيام الخالدة

خاص | مدار 24

أفاد رئيس معرض بغداد الدولي للكتاب عن عمق التأثير الذي يتمتع به شعراء إيران الكلاسيكيون في الأوساط الثقافية العراقية، مؤكدًا على الانجذاب الخاص الذي يكنه العراقيون للشاعر الكبير سعدي الشيرازي وغزلياته الساحرة، بالإضافة إلى الاستمتاع العميق برباعيات الفيلسوف والشاعر عمر الخيام.

في تصريحات حصرية لوكالة الأنباء الإيرانية “إيسنا”، أوضح الدكتور عبد الوهاب الراضي، رئيس اتحاد الناشرين العراقيين ورئيس الدورة الأخيرة من معرض بغداد الدولي للكتاب، والذي كان له حضور لافت في فعاليات معرض طهران الدولي للكتاب، مدى اطلاعه على المشهد النشر الإيراني. وقال: “بحكم طبيعة عملنا التي تتمحور حول المعرض والكتاب، تربطنا علاقات وطيدة بالعديد من الناشرين الإيرانيين، وهناك تعاون مثمر مع ناشري كتب الأطفال، ونحظى بتقدير وتفهم جيدين منهم.”

وقد كانت هذه الزيارة الأولى للدكتور الراضي إلى معرض طهران الدولي للكتاب، حيث عقد مقارنة بينه وبين نظيره في بغداد، مشيرًا إلى “فروقات كبيرة بينهما، فمعرض طهران للكتاب أضخم بكثير من معرض بغداد. كما أن معرض طهران حدث حكومي تتولى الحكومة تنظيمه بشكل مباشر، بينما معرض بغداد خاص ويحظى بمساحة أقل للأنشطة الثقافية.”

وفي سياق حديثه عن وضع الكتاب في العراق، أكد الدكتور الراضي على التطور الملحوظ الذي يشهده قطاع الطباعة والنشر في البلاد، على غرار ما هو قائم في إيران، مع الإشارة إلى أن تكاليف طباعة ونشر الكتب في العراق تبقى الأعلى.

وعن طبيعة الكتب القادمة من إيران إلى العراق، أوضح الراضي أن “هناك تنوعًا كبيرًا في الكتب التي تصل إلى العراق؛ تشمل الكتب التاريخية والدينية والتعليمية، ويمكن القول إن جميع أنواع الكتب تصل إلينا. إن العراقيين شغوفون جدًا بالقراءة ومعروفون بمهاراتهم القرائية العالية. يحرصون على اقتناء وقراءة الكتب الجديدة التي تصل إليهم ويبدون اهتمامًا كبيرًا بها. الأمر ليس مقتصرًا على وصول كتب في مواضيع محددة فقط.”

وأضاف رئيس اتحاد الناشرين العراقيين مؤكدًا على مكانة بعض الشعراء الإيرانيين في قلوب العراقيين: “هناك الكثيرون من العراقيين معجبون بالشاعر الكبير سعدي الشيرازي ورباعيات عمر الخيام. وقد نُشرت بعض أعمالهم في العراق، فشاعر مثل سعدي يتمتع بشعبية واسعة هنا.” كما لفت إلى الإقبال الكبير الذي تحظى به الكتب الدينية الصادرة في إيران داخل السوق العراقية.

وحول مدى معرفة العراقيين بشعراء إيرانيين معاصرين مثل فروغ فرخزاد ونيما يوشيج وسهراب سبهري، أوضح الدكتور الراضي: “لقد سمعنا بأسمائهم، ولكن نظرًا لعدم ترجمة أي من أعمالهم إلى اللغة العربية، فإن معرفتنا بهم تبقى محدودة. نتمنى أن يتم ترجمة المزيد من أعمالهم حتى نتمكن من قراءتها والتعرف على قصائدهم.”

وفيما يتعلق بخطط ترجمة الأدب الإيراني المعاصر (الرواية والشعر) إلى اللغة العربية في العراق، صرح قائلًا: “خلال تواجدنا في معرض طهران للكتاب، نسعى إلى توقيع العقود وترجمة الكتب إلى اللغة العربية وتعزيز التعاون مع الناشرين الإيرانيين.”

وأشار الدكتور الراضي إلى أن السنوات الأخيرة شهدت ترجمة بعض الأعمال الأدبية العراقية إلى اللغة الفارسية، مؤكدًا على أن الأدب يمكن أن يكون جسرًا للتفاعل الثقافي. وأضاف: “إحدى خططنا المستقبلية هي أن نصطحب معنا روايات وقصصًا من إيران إلى العراق.”

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.