اطلق على يوم 15 من ايار يوم اللغة الفارسية، اذ يصادف هذا اليوم ذكرى تكريم شاعر الفرس الكبير ابو القاسم الفردوسي صاحب ملحمة “الشاهنامة / كتاب الملوك” ملحمة الفرس الكبرى، والذي يطلق عليه لقب “هوميروس الفرس”. ويصادف هذا اليوم لهذا العام بمرور 1117 عام على ولادة الشاعر الفردوسي.
ولد الفردوسي عام 329 هـ ق في مدينة طوس / خراسان شمال شرق إيران، الموافق لعام 941 الميلادي، وتوفي فيها عام 416 هـ ق. الموافق لعام 1021 الميلادي. وهو اكبر شاعر ملحمي فارسي، و احد المع وجوه الادب في العالم وابرز شعراء اللغة الفارسية في نظم الملاحم الشعرية الحماسية ويُعتبر من ألمع شعراء الملاحم البطولية والأساطير التراثية والتاريخية.
ویعتبره الکثیر من أصحاب الدراسات الایرانیة والشرقیة في العالم، بوصفه الحارس الأول للحضارة الایرانیة القدیمة والذي ربط بین هذه الحضارة والحضارة الاسلامیة، وحافظ على اللغة الفارسية من الاندثار.

تعتبر الشاهنامة ملحمة الفرس الشهيرة والتي تضم نحو ستين الف بيتا وهي أحد أكبر الدواوين الملحمية في العالم، وكانت نتيجة لجهود الشاعر لمدة لا تقل عن ثلاثين عامًا. وهذه الرائعة الأدبية تصور الأساطير والتاريخ الإيراني منذ البداية وخلال اربع سلالات من ملوك الفرس وهم البشدادية والكيانيون والأشكانيون والساسانيون.
كما تعد الشاهنامه سجل حافل بالقيم الإنسانية النبيلة كالشجاعة والعدل والوطنية، وقاموس لغوي ثري ساهم في بقاء اللغة الفارسية صامدة عبر العصور. ولم يقتصر تأثير الفردوسي وملحمته على العالم الفارسي فحسب، بل ترجمت “الشاهنامة” إلى العديد من اللغات وألهمت فنانين وكتابًا ومفكرين في مختلف أنحاء العالم. فالقصص البطولية والشخصيات الأسطورية التي تزخر بها الملحمة تحمل في طياتها دروسًا وعبرًا تتجاوز حدود الزمان والمكان.

يقع قبر الفردوسي، في مدينة توس في محافظة خراسان رضوي. ففي عام 1928، في عهد رضا شاه بهلوي، بدأت جمعية الآثار الوطنية الإيرانية، بقيادة محمد علي فروغي، مشروع بناء قبر فردوسي. وتم إعداد التصميم الأولي للمبنى من قبل المهندس المعماري وعالم الآثار الفرنسي أندريه جودارد، ولكن أكمله في الأخير المهندس الايراني كريم طاهرزاده بهزاد، وقد تم تصميم بنائه على طراز العمارة الأخمينية، وتم الانتهاء من بناء القبر، بالتعاون مع المهندسين الإيرانيين والأجانب، في عام 1934، تزامناً مع الاحتفال بالذكرى الألف لميلاد الفردوسي.
يعتز الايرانيون بهويتهم الوطنية وتراثهم الثقافي ويعتبر الاحتفاء بذكرى الفردوسي هو احتفاء باللغة والثقافة والتاريخ، وتأكيد على أن الإبداع الحقيقي الذي يبقى حيًا وخالدًا مهما طال الزمن، فهم يجتمعون عند ضريحه لاحياء هذه الذكرى بإلقاء القصائد والخطابات، وتنظيم بعض الفعاليات الثقافية والأنشطة الفنية.
