الجزائر تفجع برحيل المخرج السينمائي محمد لخضر حمينة || صاحب أول سعفة ذهبية عربية بمهرجان كان
تناقلت وسائل التواصل والمواقع السينمائية وصناع الأفلام، ومواقع اخبارية عربية وعالمية خبر رحيل المخرج السينمائي الجزائري محمد لخضر حمينه، عن عمر ناهز 91 عاما، وتأتى وفاته بينما كانت إدارة مهرجان كان تحتفل باليوبيل الذهبى 50 عاما على حصوله على السعفة الذهبية
لم يكن محمد لخضر حمينة مجرد مخرج، بل حامل رسالة فنية وإنسانية، جسّدت أفلامه نبض الشعوب، وطرحت قضايا التحرر والكرامة بأسلوب بصري بديع، ترك خلفه مجموعة سينمائية غنية ومؤثرة، وألهم أجيالًا من السينمائيين العرب.
وُلد محمد لخضر حمينة في 26 / شباط 1934م بمدينة المسيلة الجزائرية، وعاش سنواته الأولى من الطفولة والشباب في ظل الاستعمار الفرنسي، ومع اندلاع الثورة الجزائرية، وجد في السينما أداة نضالية، فكان من أوائل من استخدموا الكاميرا كسلاح لتوثيق مقاومة الشعب الجزائري، عمل كمخرج ومنتج وكاتب للحوار السينمائي.
درس في فرنسا ثم غادرها إلى تونس أثناء الثورة الجزائرية، يعد أحد أعمدة السينما الجزائرية ومن أوائل من قدّموا القضية الوطنية للعالم عبر الشاشة، أخرج أول أفلامه عام 1966 بعنوان «ريح الأوراس»، وبعد عامين أخرج فيلمه الثاني «حسان الإرهابي»، قدم فيلمه «ديسمبر» عام 1973م.
بعد نيل الجزائر استقلالها، انطلق حمينة في مشروع تأسيس سينما وطنية، وأنتج وأخرج أعمالًا كانت بمثابة مرآة لروح البلاد وتاريخها، وعُرف بقدرته على المزج بين الجماليات السينمائية والرسائل السياسية والاجتماعية.
في عام 1975م خطف حمينة الأضواء عالميًا بفيلمه “وقائع سنين الجمر” الذي نال من خلاله السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي بفرنسا، ليكون أول فيلم عربي والوحيد الذي يحصد هذه الجائزة الفنية الرفيعة. وشكّل فيلمه نقطة تحوّل في نظرة العالم للسينما العربية، ورسّخ مكانة حمينة كرمز للإبداع الثوري في الفن.
