لا تزال بناية “سينما الخيام” شاخصة في شارع الرشيد في وسط بغداد، وهي تحمل كم هائل من الذكريات في الفن والمرح وللمجد الذي كانت تنعم به عاصمة العراق، وبآثارها القديمة، حتى اصبحت معلما حضاريا ورمزا للفن والثقافة في عصر العراق الحديث، ولكن من بؤس بغداد ومن هوانها أن يشاهد العراقيون اليوم لافتة على باب سينما الخيام وهي معروضة للبيع.

سينما الخيام ليست مجرد صالة لعرض الأفلام، بل هي هي رمز من رموز بغداد الثقافية، تأسست في زمن كانت فيه السينما تُعتبر مدرسة بصرية وأداة وعي، واليوم تُعرض هذه البناية للبيع، ومن الممكن أن تتحول إلى مول تجاري على سبيل المثال. وفي الوقت الذي يشهد فيه القطاع الثقافي تدهورا كبيرا في العراق جراء هيمنة الفساد المالي والإداري على مؤسسات الدولة.
كانت سينما الخيام قد صنفت كأحدث سينما في الشرق الأوسط، ومن افضل دور السينما في العالم، وتضم صالة العرض المكيفة حوالي 1500مقعد، وشاشة بعرض 50 قدم، وجوانبها مغطاة بجداريات مستوحاة من تصاوير رباعيات عمر الخيام، الشاعر الفارسي الشهير، وسقفها مضاء بمصابيح توحي بمنظر السماء المضاءة بالنجوم، وقد استوردت ادواتها ومقاعدها خصيصا من ايطاليا واميركا.
كانت سينما الخيام في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي حديث العراقيين اليومي، ومكان تصطف امامه طوابير المتفرجين في أيام نهاية الأسبوع، وقد شهدت هذه السينما عروض سينمائية متنوعة كعرض الافلام الكوميدية للثنائي لوريل وهاردي، والأفلام العالمية والعربية.
وقد تم أفتتاح سينما الخيام في عام ١٩٥٦م، وعرض اول فيلم فيها وهو ( هيلين بطلة الطرواده) وبلغت تكاليفها ٣٠٠٠٠٠ ثلثمائة الف دينار عراقي في حينه ودخلها أول رئيس للوزراء المرحوم عبدالكريم قاسم ،مفتتحا فيلم(أم الهند) عام ١٩٥٩ ،مما زادها تألقا كونها القاعة المميزة، وعلى أثر ذلك بدأت حركة السينما العراقيه نحو التألق ..وازدادت بإنشاء سينما النصر، وغرناطة وغيرها الكثير، مستفيدة من تجربة سينما الخيام، الا أن سينما الخيام حافظت على مستواها الاجتماعي والفني .
