يبدو أن نجمات البوب الشابات يسيطرن على مهرجانات الصيف، وهو ما يؤككده الفيديو الأخير لـ أوليفيا رودريغو (22 عامًا) التي استضافت ديفيد بيرن (73 عامًا) على مسرح مهرجان “ذا غوفيرنرز بول” بنيويورك، لتؤدي معه أغنية “Burning Down the House”، مشيرة إلى تحول كبير في مشهد البوب العالمي. رودريغو نفسها ستختتم فعاليات يوم السبت في مهرجان “بينك بوب” الهولندي، وهو ما يمثل خروجًا عن التقاليد التي عادة ما تضع فنانين ذكورًا من جيل الروك القديم في هذا الموقع.
• عام الازدهار لـ “نجمات البوب الألفية”
لا تقتصر هذه الظاهرة على رودريغو، فصيف المهرجانات الهولندي يعج بنجمات بوب جديدات من “جيل الألفية” (مواليد الألفية). هؤلاء الفنانات يسيطرن على المهرجانات، ومنصات البث، ووسائل التواصل الاجتماعي. تشير الأرقام إلى أن عام 2025 هو عام فارق لهن، ففي عام 2024، كانت قائمة العشرة الأوائل لأكثر الألبومات بثًا في العالم تتألف بالكامل تقريبًا من فنانات مثل تايلور سويفت، بيلي إيليش، و سابرينا كاربنتر. هذه الأرقام تمثل تحولًا كبيرًا مقارنة بعام 2014، حيث كانت امرأتان فقط ضمن قائمة العشرة الأوائل للألبومات الأكثر بثًا ومبيعًا.
• قوة الأرقام وتغير المشهد
تؤكد البيانات هذا التحول؛ فقد حطمت النساء الأرقام القياسية العام الماضي، حيث تجاوزت تايلور سويفت حاجز المليار بث في أسبوع واحد لألبومها الجديد. تشير بيانات وكالة “لومينيت داتا” إلى أن حصة استماع نجمات البوب الكبيرات تبلغ الآن 69 بالمائة، بزيادة تقارب 12 نقطة مئوية، بفضل الجيل الجديد من الفنانات مثل سابرينا كاربنتر و تشابل روان و أوليفيا رودريغو. في حفل توزيع جوائز جرامي لهذا العام، تم ترشيح ست نساء في فئتي “تسجيل العام” و “أغنية العام”، مقارنة برجلين فقط في كل فئة، مما يشير إلى تغيير في تقدير صناعة الموسيقى.
• نجاح “خطة النساء” في المهرجانات
شهد مهرجان “بريمافيرا” الإسباني، وهو أحد أهم المهرجانات العالمية، خطوة جريئة في عام 2019 عندما ألزم نفسه بتقديم 50% من الفنانات. على الرغم من الجدل الكبير والتعليقات السلبية حينها، نجحت “النسخة النسائية” من المهرجان. واليوم، لم يعد هناك جدل حول حضور الفنانات، بل أصبحن الأكثر طلبًا. هذا العام، كان العناوين الرئيسية للمهرجان ثلاث فنانات: سابرينا كاربنتر، تشارلي إكس سي إكس، و تشابل روان.
• أسباب صعود نجمات البوب الألفية
يعود هذا الصعود إلى عدة عوامل، أبرزها تغير في الذوق الموسيقي وتعزيز شعبية موسيقى البوب التي لم تعد ينظر إليها باستخفاف. فنانات مثل دوا ليبا و بيلي إيليش جلبن عروضًا متطورة إلى أكبر مسارح المهرجانات، مما جعل البوب “رائعًا وذو قيمة ثقافية”.
كما أن تيك توك يلعب دورًا كمعهد تدريب، حيث بدأت العديد من الفنانات الشابات بنشر فيديوهات مضحكة ومناقشة مواضيع شخصية واجتماعية، مما يسمح لهن بالتواصل مباشرة مع جماهيرهن وبناء قاعدة جماهيرية ضخمة بسرعة. فنانات مثل روكسي ديكر و أديسون راي خير دليل على ذلك، حيث أصبحن نجمات بمجرد محتوى بسيط وشخصيات جذابة. صناعة الموسيقى بدورها تستمع إلى هؤلاء الشابات وتستثمر فيهن، مدركةً قدرتهن على الوصول إلى جماهير واسعة.
• ما بعد الصعود .. تحديات مستمرة
على الرغم من هذا الصعود، لا يزال هناك طريق طويل نحو المساواة الكاملة في صناعة الموسيقى. تقارير حديثة في المملكة المتحدة وهولندا تشير إلى استمرار كراهية النساء والهيمنة الذكورية، وأن النساء اللاتي يعملن في الموسيقى ما زلن يكسبن أقل بكثير من الرجال. ومع ذلك، فإن نجمات مثل أوليفيا رودريغو، و لولا يونغ، و تشابل روان يبشرن ببداية تحول في هياكل السلطة هذه، من خلال عروضهن المذهلة
