١-
على عتبةِ المطبخ
تشذّبُ أمّي نحولي،
أهربُ من أوّل ملعقة
تجرُّ شهيّتي بقصّتها
يطالِعُني “أبو الفضل العبّاس”
بقربةِ ماءٍ مثقوبة
كسلّة فراولة…
***
بِلا ذراعين
يمسكُها بثناياه
وعمودِ كهرباءٍ رماديّ
يضربُ رأسَه
***
الملعقةُ الأخيرة
غصّتي الأولى!
٢-
سورةُ الرحمن
عيدانُ حبقٍ
تسكن
حقيبة أمي الصغيرة
أشمُّها كمفتاحٍ
يُبرزِخُ روحي
من قيودِ الضَّباب!
٣-
لأننا أنقياء
كصابونِ نبيذٍ
من داليةٍ
تتسلَّقُ
عرشَ الله
لا نملك القدرة
على سجنِ أرنب
ولا على
حبسِ دمعة!
***
لأننا أنقياء
كلهيبِ الزجّاجين
بأصابعنا اللَّدِنة
نُقطِّرُ القندول عسلاً
كزهرةِ شايٍ
تتفتَّح
في الماء الدافئ!
٤-
أحسِدُ ذاكرة هاتفكِ..
معرضَ الصور
تضمّكِ على الدوام
أنا حتى في المنام
لم أجرؤ على ذلك!
كشجرة عرعارٍ منبوذة
أُغبِطُ نوحاً
حطّت على ذراعه
بومة
تعاني تكلّس الرقبة.
٥-
ضُمّيني
فالأقحوانُ
مضرّجٌ بالجليد
والفجرُ
لا محلَّ له
من الجموح
دموعي
رسُلُ الأبديّة
و الجلّنارُ
ميناءٌ بعيد!
___________________
محمد قشمر _ شاعر لبناني