أنا أدرك مثلك أن كثيرا من الغرباء
جاؤوا الى هنا
غير آبهين بالسر
شطبوا السؤال
كي يقلصوا الألم
فغرقوا في دوامة اللا جدوى.
الكهنة نصبوا أبوابا وهمية في الشوارع والتقاطعات
والباحثون عن المجد يغيرون كل يوم هواياتهم
المجانين المحتشدون حولك يمجدون العدم بعبارات مبهمة، تارة
ويستلهمون من شظايا النهار وأشلاء الليل هلوسات ساذجة.
مطرقا رأسك نحو الأعماق
لا قدرة لديك على عبور الشارع
والمضي نحو بيتك
المجانين انفضوا من حولك
دلفوا الى أقرب زقاق لأجل اختبار الرعشة
وقد استنتجوا مرة أخرى ان الله خلق العاهرات للشعراء
النادلات لقلوب الرسامين
الجلادات لأفئدة المثليين
المعتوهات لمزاج الساسة
وفي اليوم السادس خلق الرومانسيات للجنود
وجعلهن يهبطن عليهم بمظلات لا مرئية
في حظيرة الخيول كما في الأفلام
أو في حقول الألغام كما في الواقع.
أنا أدرك مثلك أن الكسل فضيلة
وطوق نجاة
ولا أمل في أن يتغير اللون الرصاصي للسماء
لا أمل في أن يتغير اللون الرصاصي للأمطار
ولن يتغيّر أبدا لون الأعماق
لا الحكمة تتحكم بادراكنا ولا القصيدة
لم نعد نتأمل وجودنا في مرآة الوقت
الكهنة استأنسوا المقاعد الخلفية
لا أحد في الواجهة
والطبيعة
والالهة
ليسا سوى تمويه على امحاء الضوء
