الملاحظ أن الإعلام العربي ولا سيما قنوات الجزيرة والغد والعربية يستعملون مفردة النازحون، تمنيت لو تم تغيير هذه المفردة بمصطلح العائدون، لأن النزوح دلالة على الضعف والهزيمة والاذلال، والفلسطيني اثبت بما لا يدع مجالا للشك انه عصي على الهزيمة منذ وعد بلفور وما تلاه وهو يقاوم ولا يساوم.
العودة مقاومة والنزوح مساومة
تمنيت على الاعلام العربي توظيف مصطلح العودة لانه يعبر عن فكرة رأيناها اليوم متجسدة علي واقع الأرض في عيون وتعابير الفلسطينيين العائذين الى الشمال.
إن عودة اليوم هي فكرة مجسدة اليوم ومتجددة عند فلسطينيي الشتات في المخيمات وفي بلدان اللجوء، العودة عند فلسطيني غزة اليوم هي الفكرة نفسها لدى فلسطينيي المخيمات واللجوء في بلدان المهجر.
عائد إلى حيفا
لو أتيحت الفرصة للفلسطيني في المخيمات والشتات واللجوء العودة ليعانق تراب وطنه في اي شبر من ارضه اني كان، في غزة ورام الله والبيرة والنقب وعكا والقدس وحيفا، كما كتب غسان كنفاني، في روايته “عائد إلي حيفا” لما تردد ساعة واحدة، لان التاريخ خير دليل وشاهد على ان الفلسطيني لم يبع ارضه ولم يساوم على شبر من تراه، ولم يفرط في أرضه وظل يقاوم ويقاوم ما يربو عن قرن من الزمن.
العودة إلى الأرض أم العودة إلى الذات؟
هذه الصور التي رأيناها اليوم في غزة، من تحدى للخوف، وتعلق بالأمل، ودفاع عن الكرامة والعزة، للعودة إلى الارض مهما كان الثمن، هي دروس لاي إنسان للعودة إلى الذات، أي إنسان بصرف النظر عن دينه وعرقه ولغته.
لقد رأينا ذلك في عيون الاسيرات اليهوديات، وراينا ذلك في عيون الفلسطينيات المسلمات، وطالعنا نفس الشعور في مقالات وتدوينات في مواقع التواصل الاجتماعي في العالم، راينا وطالعنا أن العودة إلى الارض سبيل للعودة إلى الذات كما ظهر ذلك جليا مع المقاااوم الفلسطيني.
العودة الى الأرض هي العودة الى الذات، وهي دعوة لسلام حقيقي مع الذات، ومصالحة حقيقية مع الذات، الذات التي لا تلغي الذات الاخري بل تتواصل معها من أجل بناء مستقبل إنساني جماعي حقيقي.
أكاديمي واعلامي من المغرب