ها هي أمُّكَ
وذاكَ أبوكَ
فأهلاً بِكَ ابنا لهُما
لماذا تبدو حزيناً جدا؟
ها هو طعامُكَ وذاكَ شرابُكَ
وهذهِ بعضُ الأفكار
إذا كنتَ تهتمُّ بمثلِ هذهِ الأمور
فافرح بكلِّ شيء.
وبالرغم من مجيئهِ متأخِّراً نوعا ما
فها هو سجلُّكَ النظيف
فاحتفِ به على أي حال .
وبما أنَّ النقودَ هي العنصر الخامس
في الطبيعةِ
فهذا هو راتبُكَ الشهريّ
وذاك مبلغٌ الإيجار
أهلاً وسهلاً بكلِّ سنت.
ها هو الحشدُ الغفير
المحتفى به
في هذا المكانِ بملياراته الخمسة
التي تعيش مثلك على الكفاف.
وها هو دليلُ الهاتف
الذي يرصِّعُ اسمَكَ بالنجوم
فالأرقامُ هي من الأهدافِ السريَّةِ للديمقراطيَّةِ
ومن حقِّكَ الطبيعيِّ أنْ تُطالبَ بالشُّهرة.
***
هذهِ مُعادلةُ زواج…..طلاق
التي لا يُمكنك أنْ تقلبَها بالمعكوس
فخذهما كليهما لك
واحتفِ بهما.
ها هي الشفرة
وها هو رسغُكَ
مرحباً بدورِ الإرهابيِّ
الذي ستمثلهُ في هذه المسرحية
ولتسمِّ مكانها شرقَكَ الأوسط.
ها هي مرآتُكَ
وتلك أسنانُكَ الناصعة
وذاك هو أخطبوطُ كوابيسك
فلماذا تحاولُ الصراخ؟
***
ها أنتَ ذا تدخِّنُ غليونَك
متابعاً
على شاشةِ التلفاز
مرشَّحكَ الانتخابي
وهو يُمنى بهزيمة
غيرِ متوقَّعة.
***
ها هي شرفتُكَ التي تُراقبُ من خلالها
العرباتِ المارَّة
وها هو كلبُكَ الشاعرُ بالذنب
لأنَّه لم يكنْ هناك وقتَ وقوعِ الحادثة
فتقبَّلْ عُذرَهُ وسامِحْهُ.
ها هي الزيزان
وذاكَ القرقف
والدمعُ المرُّ المذاق
المختلطُ مع شايك الليموني
فاحتفِ
بكلِّ هذه الأشياءِ التي لا نهاية لها أبداً.
***
ها هي أقراصُ الدواء
في الطبق البلاستيكي
وتلكَ هي أشعّتك السينية
الواضحة والمخيبة للآمال.
مرحباً بالصلاة.
ها هو واديك الصغير المصان في المقبرة
فمرحباً بالصوتِ الذي يردِّدُ: امين
مضيفاً: إنها نهايةُ الرجل العجوز
الذي هو الآنَ مجرَّدُ كتلةٍ دبقة.
ها هي وصيَّتك
وورثتك القليلون
ومقعدُك الفارغ
وها هي الحياة تستمرُّ مِنْ بعدك.
***
وبالرغم من أنَّكَ لم تعدْ هنا
فها هي النجومُ تستمرُّ
بتألقها في السماء.
ها هي حالةُ ما بعدَ الموت
بلا أدنى أثرٍ يدلُّ عليكَ
خصوصاً ما يتعلَّقُ بوجهك
فمرحباً
ولنسمِّه مكاناً
مرحباً
حيثُ لا يُمكنُ لكائنٍ أنْ يتنفَّسَ
في هذا الممرِّ المزدحم
في العالم السفلي
حيث يحملُ ساتورن* إكليلا من الزهور.
__________________
*ساتورن : إله الزراعة عند الرومان.
*ترجمة : محمد تركي النصار _ شاعر ومترجم عراقي

نص جميل وترجمة مدهشة من شاعر