• كازانتزاكيس
ايّها الجدُّ المتعالي
المبقع بالبثور والأسئلة
ذو الأصابع المبرَّحة بالحبر وصخور كَريت
من منا أذهلهُ البحرُ
وقاده الجنونُ
الى منفاه؟
من منا أدرك الشقاءَ المبرِّح
الذي تُصنع منه قوانين الأرض
ويتبعهُ البشر راضين، مهطعين
كنعاج المجازر ؟
من منا – أيّها الجدُّ المزهو بحزنه ولامبالاته –
فقأ عينيه، وهام في البرية
هارباً من عار
ليس من صنع يديه!
***
• كفافي
أنتَ تعرف أنَّ البرابرة لا وجودَ لهم
وأَنَّ الانتظار محض تسلية ممّضة
فالشموع التي أطفئت تواً
لم تترك غير خيوطها الرطبة، الملتوية، الهشّة
مذكَِّرةً العجوز بكل المباهج والمتع والصبوات
تلك التي عبرت من دون أن يعيرها ٱهتماماً
ومستجيباً لأهواء حكمتهِ الباذخة
مرجئاً كل شيء الى وقت آخر!
تاركاً الرغائب المسكينة مسجّاة ومهملة!
– ثمّة متسع من الوقت، دائماً ثمة متسع –
هكذا تذكّرهُ الحكمة
ولكن سيتذكر – أخيراً – أن المدينة التي وُلد فيها
والتي لم تمنحهُ غير الشجن والشيخوخة
تدعوه – الآن – لينصت الى متعتهِ الأخيرة
الى الأصوات، الى الآلات المدهشة
لفرقة غامضة
ينصت بشجاعة وثبات جديرين برجل
إستعدَّ منذ زمن
لهذه الخدعة!
***
• بوتزاتي
يوماً ما، وعلى حين غرة
ستكتشف أنَّ حديقتك لم تعد حديقة
إذ تحولت الى حدبات وشواهد!
كل حدبة تعني غياب صديق
الغياب الأبدي في مثابته الأخيرة
ما معنى كل ذلك؟
الأصدقاء يختفون
تاركين أسماءهم على الحجر
محض أسماء صغيرة، هشة، مرتجفة
يختفون، كما لو كانوا رُسُلاً الى مدن غامضة
حيث النداءات تغدو بعيدة ومنتظرة
ومتلاشية
أتراه لم يحن الوقت بعد
لتهبط من طابقك السابع الى الطابق الاول
لتختفي أنت
تاركاً ٱسمك الصغير الهش على حجرة من
أحجار حديقتك، حيث يشير عابر ما
هنا يرقد دينو بوتزاتي
رقدته الأبدية!
_________________
* مجيد الموسوي : شاعر عراقي