المترجمون الأهوازيون يسحبون بساط الترجمة الفارسية من الجميع في إيران
متابعة | مدار 24
أقيمت مؤخرًا أمسية بعنوان “الشعر المعاصر في إيران والعراق” في بيت منظمات المجتمع المدني في الأهواز بجهود الأكاديميين والمهتمين من محبي الشعر في الأهواز، وتميزت الأمسية باستضافة الشاعر العراقي عامر الطيب.
بتقديم العريفة “مائدة زويداوي” وبمشاركة خاصة من الشاعر والكاتب الايراني “مهدي مرادي” الذي تحدث عن رغبة شعراء إيران في الحوار مع الثقافات الأخرى خاصة العالم العربي وأشار إلى ماضي الشعر الفارسي الذي مال إلى الشعر الملمّع (الشعر الممزوج بلغتين) مع مثال عن ملمعات سعدي الشيرازي في النظامية ببغداد.
كما تطرّق مرادي إلى قصائد روّاد الشعر الحر مستذكرا السياب ونازك الملائكة وأعتبر قصائدهما متماشية مع شعر نيما يوشيج رائد الشعر الحر في إيران، كما تحدث عن بدايات التأسيس في البلدين وقال أن الفضاء الثنائي الذي تشكل بين البصرة وبغداد ساعد ليكون العراق مركز الشعر النابض في العالم العربي.
وبالنهاية، تحدث مهدي مرادي عن المترجمين الأهوازيين المهتمين بترجمة النصوص الفارسية مشيداً بأعمال كل من أحمد حيدري وحمزة كوتي ومريم حيدري وحسين طرفي عليوي وتطرًق إلى كتاب “هذه المرة سجادة فارسية” للمترجم حسين طرفي” وأعده من أهم الكتب المترجمة في مجال الشعر موضحاّ تقديم ٧٧ شاعراً إيرانياً معاصراً في الكتاب واعتبر هذا الإنجاز جريئاً ومهماً حيث اهتم بجميع التيارات الشعرية المعاصرة وترجمة العديد من الشعراء الإيرانيين الذين لم يسمع أحد عنهم في العالم العربي.
وأخيراً وجّه مرادي نقداً على مترجمي الشعر العربي للغة الفارسية في إيران وقال إنهم لايزالون مندهشين بنصوص نزار قباني ولم يبارحوا المكان الذي اجتازه العديد من الشعراء في العالم العربي وأعتبر الجوار مع العراق فرصة للحوار مع الثقافة العربية والاتصال بالعالم العربي لإيصال الشعر الفارسي المعاصر وبالعكس الشعر العراقي المعاصر ومراحل تطوره.

بعدئذ تسنّم المنصة الكاتب محسن عباسي وخصص حديثه حول شعر الضيف عامر الطيب وجماليات نصه الشعري وتحدث عن نظرة الشاعر بالنسبة للمرأة حيث توافق المجتمع العراقي، وعامر الطيب ينظر للمرأة الأم والأخت أولاً بعدئذ يتحدث عن مواصفاتها وذكر ما قاله محمود درويش: السلام على أمي أول الأوطان وآخر المنافي” واستطرد محسن عباسي قائلاً إن الرجل في شعر عامر الطيب هو ذاك الشخص الذي تعبر عنه المرأة حين ترقبه وتجده مثل النجم وتكتشفه عبر الصراخ ومن خلال شم الزهور مستخدما تراسل الحواس إذ لم يكن بوسع الرجل فعل شيء حيث يقول الشاعر : ما الذي بوسع الرجال فعله؟ .. / عندما لايموتون.. / حين يمشون بسرعة كالربيع ويرفعون صوت الأغنيات في مقبرة.
بعد أن قدّم عباسي ورقته باللغة العربية تحدث عن الإستطيقا في شعر عامر الطيب باللغة الفارسية وأوضح معالم الجمال في قصيدة النثر المنسابة التي تميل أحيانا للسرد أكثر من الشعر وتكون متأرجحة بين الشعر والسرد كقصيدة قصصية تستحق الوقوف والدراسة بصورة مستقلة.
ومن جهة أخرى تحدث الكاتب والمترجم حسين طرفي عن دور الترجمة في الآونة الأخيرة وصرّح عن أسماء مترجمين أهوازيين وقال: ثمة مترجمون من اللغة العربية للفارسية لعبوا دوراً أساسياً في نقل الكتب العربية مثل محمد حزبائي الذي ترجم روايات لسنان أنطون وأنعام كجه جي وأمير تاج السر وعبدالرحمن منيف و… وكريم أسدي الذي تجاوزت ترجماته العديد من الكتب وحمزة كوتي في ترجمة المجموعات الشعرية مثل مجموعات نوري الجراح وأدونيس وجدارية محمود درويش و.. وذكر أسماء مترجمين مثل: محمد حمادي ومعصومة تميمي وكاظم قريشي وإبراهيم رحيم ومعاني شعباني ومريم أحمدي وسكينة خسرجي وخديجة الباجي وزهراء لطيفي وسعيد هليچی وأمل نبهان التي حازت على جائزة قطر لترجمتها فرانكشتاين في بغداد والقائمة طويلة… بالنهاية أشار إلى الكتب التي ترجمت في أقسام اللغة العربية في جامعات إيران وناشد المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في أن تولي اهتماما بتوسيع نطاق المكتبات لطبع هذه الكتب. وكانت هناك مداخلة للبرفسور رسول بلاوي إذ بوسع الناشرين أن يحصلوا على هذه الرسائل والأطاريح المهتمة بالترجمة عبر “إيرانداك” لتحميلها.

وجاء دور الشاعر المتألق ضيف الأمسية عامر الطيب وقرأ قصيدتين ونمّق المكان بصوره الشعرية ومتّع نظرة الحفل بجمال القصيد العامرة بالخيال والتقانات الحديثة التي يتقنها الشاعر وحافظ على أن تكون قصائده نفس القصائد التي تحدث عنها محسن عباسي ليوافق الجمهور بينها وبين النقد.

أنشد الشاعر الدورقي هادي سالمي قصائد قصيرة كومضات شعرية وسيّج الصالة بجمال نصّه الحافل بالصور وكانت ثمة مشاركة للشاعر عبدالعزيز حمادي وقرأ قصيدة بالفصحى وترحيباً بالضيوف العراقيين أنشد باللغة العامية قصيدة “بزمة ذهب” مما تفاعل الجميع بجمال قصيدته.
انتهى الحفل بحديث العريفة مائدة زويداوي معلنة عن اتفاق جميع الحاضرين في بناء الجسور بين البلدين إيران والعراق لأثراء المجالات الأدبية مثل الشعر والترجمة والكتابات السردية. يذكر أن قصائد عامر الطيب قد نشرت في إيران باللغة الفارسية للمترجم سعيد هليچی وكتبت عنه دراسات ومقالات محكمة بواسطة “أمل موسوي صدر” التي كانت حاضرة في الأمسية.
