أصول الشاي عند العرب || رحلة في ثقافة الضيافة عند العرب

أسرة التحرير | مدار 24

يتم استخلاص الشاي بأنواعه المعروفة (أسود، أحمر، أخضر) من اوراق وسيقان النبتة التي يطلق عليها اسم “الكاميليا سينينسيس” أو “الكاميليا الصينية Camellia Sinensis” النبتة التي تعد من جنس الكاميليا أحد أجناس النباتات المزهرة من فصيلة ثياسي.

وتقول الأسطورة الصينية الشهيرة أنه تم  اكتشاف الشاي من قبل الأب “داروما” مؤسس طائفة الزن البوذية، حيث أنه استغرق ذات يوم في النوم أثناء طقوس التأمل، وعاقب نفسه بقطع جفونه، وفي المكان الذي سقطت فيه الشعرات نبتت أوراق منحته شرابًا مخمرًا كان من ميزاته طرد النعاس، وهو الذي بات يعرف اليوم ب “الشاي”

وفي المقابل تروي اللوائح الصينية عن تاريخ الشاي أنه قد تم اكتشافه بالخطأ في عام 2727 قبل الميلاد، عندما كان الإمبراطور شين نونغ يغلي الماء في ظل شجرة الشاي وسقطت ورقة جافة في الوعاء. أعجب الإمبراطور بطعم الشاي وأصبح شائعا في الثقافة الصينية!

فتعالوا لنتعرف على قصة دخوله للبلاد العربية :

يعتبر الشاي واحد من المشروبات الشعبية المفضلة لدى جميع الشعوب العربية، ويكاد يكون تقليدا رئيسيا لا غنى عنه عند بعض الشعوب، ولكن مقارنة باكتشافه لدى الصين، يعتبر دخول الشاي للبلاد العربية متأخرا، فلا يذهب أبعد من حقبة سقوط الدولة العثمانية وبدايات الاستعمار البريطاني للمشرق العربي.

إذ يذهب المؤرخون إلى القول بإن المغاربة هم أول من عرف الشاي من العرب، وقد جاءت شحنات الشاي مع أواخر القرن الثامن عشر في أيام السلطان محمد بن عبد الله.

ولم يمض وقت طويل حتى دخل الشاي الى مصر، وفيها صار مشروب الطبقة المخملية ودوائر النخبة بعد الاحتلال البريطاني لمصر، لكن مع بداية القرن العشرين تحول الشاي في مصر إلى مشروب شعبي واسع الانتشار.

جدير بالذكر هنا أن كل من مصر والمغرب ووفقًا لتقارير دولية، كانتا بين أكثر عشر دول في العالم استهلاكًا للشاي حتى العام 2022م إذ احتلت المغرب المرتبة السابعة ومصر المرتبة العاشرة عالميا.

ثم في السعودية حيث يعود تاريخ ظهور الشاي إلى زمن الحكم العثماني، وكانوا يسمونه في البداية “تاي”، قبل أن يطلق عليه “شاي”.

وفي العراق ثمة قصة حب أخرى مع الشاي، الذي كان يطلق عليه اسم “بيالة” حيث كان الجنود البريطانيون المتواجدون في الهند خلال فترة الاستعمار يأخذون تلك الأوعية معهم كهدايا إلى بلدهم الأم. وللتمييز بين البيالة الهندية و كوب الشاي الإنجليزي التقليدي، أُطِلق على وعاء الشاي الهندي اسم “East tea can”، وهي تسمية من ثلاثة مقاطع تشرح أصل القدح: (شرق= East) و (شاي= (Tea و( إناء= (can، أو وعاء الشاي الشرقي.

وحين دخل الاستعمار البريطاني إلى العراق، أدخل معه الجنود الهنود والشاي ووعاءه الشرقي أو الـ” East tea can”، حيث دمج العراقيون الكلمات الثلاث في كلمة واحدة للسهولة فصارت “إستكان”

الشاي في الثقافة العربية :

يحمل الشاي في البلاد العربية دلالات تعكس المودة وقيم الصداقة والاحترام والتقدير، ويظهر حس الترحيب والضيافة العالية في المجتمعات العربية.

ويعتبر شرب الشاي في العديد من الدول العربية وخصوصا العراق جزء لا يتجزأ من الحياة اليومية، يتناولونه بعد كل الوجبات الغذائية، ويقدم في جميع المناسبات، كما لا يبدأ الضيف باسترساله واسترخاءه الا بعد تناول كوبا من الشاي.

تاريخيًا، ارتبط الشاي بتجار العرب الذين كانوا يعبرون عن مهاراتهم في التجارة عبر طرق التجارة القديمة. كان هؤلاء التجار ينقلون الشاي من مناطق زراعته في آسيا إلى مختلف الأسواق. وقد تمكن التجار العرب من تحقيق أرباح كبيرة من خلال التجارة بالشاي. أُدرج الشاي كمنتج رائج، حيث كان يتم تبادله مع سلع أخرى مثل التوابل والمجوهرات. ساعد الشاي في إنشاء شبكات تجارية واسعة النطاق تربط بين الشرق والغرب.

يتميز الشاي العربي غالباً بإضافة الهيل، الذي يضفي نكهة مميزة ورائحة عطرة. ويُعتبر الهيل من التوابل المهمة في الثقافة العربية، حيث يُستخدم بنكهته القوية في العديد من الوصفات الأخرى أيضاً.

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.