الذكاء الاصطناعي: هل يستطيع البشر معرفة أسراره وكيفية تطوره في المستقبل؟

زار عالم الرياضيات والأحياء النظرية، جاك دي كوان، في عام 1956، شخصا يدعى ويلفريد تايلور، خلال رحلة إلى لندن استمرت عاما عندما كان في أوائل العشرينيات من عمره، وتعرف على آلة غريبة ابتكرها تايلور وأطلق عليها “آلة التعلم”.

واندهش كوان عقب وصوله من رؤية “كومة ضخمة من الأجهزة”، ولم يستطع عمل شيء سوى الوقوف ومشاهدة “الآلة وهي تؤدي عملها”، ويبدو أنها كانت تضطلع بتنفيذ “برنامج خاص بالذاكرة الترابطية”، بغية تحديد هذه الترابطات واسترجاع البيانات بناء على ذلك.

كان المشهد عبارة عن كتلة ضخمة من الدوائر الكهربائية المتلاصقة معا بطريقة يدوية داخل كتلة من الأسلاك والصناديق، بيد أن ذلك الذي رآه كوان ما هو إلا شكل بدائي من أشكال الشبكات العصبية، التي مهدت السبيل لأكثر أشكال الذكاء الاصطناعي تقدما اليوم، بما في ذلك منصة الدردشة “تشات جي بي تيChatGPT” المثيرة للجدل، وقدرتها على إنشاء محتوى مكتوب استجابة لأوامر لها.

لم يكن لدى كوان وتايلور أدنى فكرة عن كيفية سير العمل وهما يقفان يتابعان عمل آلتهما وكيفية تنفيذها للمهمة، وكان سر “المخ” المسيطر على آلة تايلور الغامضة في مكان ما يطلق عليه “الخلايا العصبية التماثلية”، أي الترابطات التي يجري تشكيلها داخل ذاكرة الآلة، والأهم من ذلك، أن وظيفتها الآلية لم تُفسر بشكل كامل، وسوف يستغرق الأمر عقودا حتى تحقق هذه الأنظمة هدفها، فضلا عن معرفة أسرارها.

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.