«عند فوهة البركان تجلس الفراشات» قصائد حبّ – مختارات من الشعر الألماني
ترجمة عن الألمانية وتقديم نُورالدِّين الغَطّاس
«عند فوهة البركان تجلس الفراشات» قصائد حبّ – مختارات من الشعر الألماني
ترجمة عن الألمانية وتقديم نُورالدِّين الغَطّاس
آنا غيتَّر
Anna Ritter (1865-1921)
نبذة عن الشاعرة:
وُلدت “آنا غيتَّر” في مدينة “كوبورغ” عام 1865، حيث عاشت العائلة لبضع سنوات. انتقلت مع عائلتها إلى نيويورك، حيث كان والدها يدير شركة تصدير. عام 1869 عادت إلى ألمانيا وذهبت إلى المدرسة في “كاسل” حتى عام 1870. بعد ذلك ذهبت إلى مدرسة داخلية في سويسرا (الناطقة بالفرنسية) لمدة عامين. بعد الانتهاء من تدريبها، عادت إلى كاسل وتزوجت من مستشار الحكومة رودولف غيتر، انتقلت معه من كاسل إلى كولونيا، فيما بعد إلى برلين ثمّ مونستر. توفي زوجها سنة 1893، أصيبت الشابة والأم لثلاثة أطفال بحزن شديد لرحيل زوجها المبكر. كانت ضربة قدر ربما لم تتعاف منها بعدها. انتقلت بعد ذلك إلى فرانكنهاوزن عام 1898. نشرت مجموعتها الشعرية الأولى “قصائد” التي نالت اهتمام الجمهور ونُشرت الطبعة الثلاثين منها، تلتها مجموعة أخرى “تحرير” عام 1900، شهدت كذلك تداولاً واسع النطاق، كتبت آنا غيتر الشِعر، المقالة الصحفية، يوميات سفر، والرواية.
انتقلت إلى مدينة ماربورغ، حيث توفيت في 31 أكتوبر 1921.
عن القُبلات
كنت شابة ساذجة
أردتُ معرفة:
“لماذا فمي أحمر جداً؟”
قال شهر مايو:
“من أجل القُبلات”
عندما بسط الضباب جناحيه
على الأرض
أُرغمتُ على السؤال:
“لماذا فمي باهت جداً؟”
قال الخريف:
“”بسبب القُبلات
***
أَدلبرْتْ فُنْ كَامِسُو
Adelbert von Chamisso
(1781-1838)
توطئـة:
“أدلبرْت فُن كامِسُو” صاحب إحدى كلاسيكيات الأدب الألماني “الرجل الذي باع ظله” للشيطان مقابل الجاه، لكنّه سرعان ما يكتشف أن الناس تنفره، إنسان دون ظل يظل مخيفًا ومنبوذًا. كل محاولات إخفاء ذلك باءت بالفشل، وقع الرجل في حبّ فتاة جميلة “مينا“، لكن والدها رفض زواجه منها بدعوى فقدانه لظلّه، شاء القدر أن يلتقي الرجل بالشيطان من جديد، لكنّ هذا الأخير رفض إعادة الظلّ لصاحبه إلا إذا أعطاه روحه بالمقابل، رفض الرجل كل مؤامرات الشيطان للاستيلاء على روحه وقرّر الاعتزال وأن يصبح باحثًا في مجال الطبيعة.
إلى جانب عَمل كامسو كعالم طبيعة، كان حكواتيًا وشاعرًا. جاب أنحاء العالم وكتب أشعارًا جميلة وعميقة،
“مملكة الشِعر هي مملكة الحقيقة، تقترب من القداسة، تكاد تصبحُ نورًا.“
مساء
دعني، يا بنيّ
دعني أشقّ طريقي
لقد أصبح الوقت متأخرًا
وحلّ البرد
النهار يوشك على النهاية
فقط هناك في الأسفل
أستريح.
ما جدوى أن تنشد لي أغنيتك؟
نغمها غريب عني
كيف كانت الكلمة؟ كيف كان الحبّ؟
حبّ! لقد نسيتُ ذاك الأمر منذ مدّة.
رغم ذلك، أرجع بذاكرتي إلى زمن بعيد
أعتقد أنها كانت كلمة حلوة
لكن الآن، أواصل طريقي
كل واحد يصل إلى مبتغاه
هنا ينعرج طريقي إلى أسفل
الخطوات المرهقة تتأرجح كثيرًا
انطفأت ناري المُبكرة
هذا ما أشعر به أكثر فأكثر.
***
پيِتِينَا فُنْ أرنِيمْ
Bettina von Arnim (1785-1859)
توطئـة:
“من يستسلم ويضع حدًّا لكل قواه، يُبرهن فقط أنّه ميّت أكثر منه حيّاً. لكنّي لست ميتة. لديّ إرادة حازمة وقويّة للأبد – هل لديك مشكلة مع ذلك؟ – كوني أحبّك؟”
هذا ما كتبته “پِتينا فُن أرنيم” إلى “غوته” عام 1809.
جمعت رسائل الحبّ (1807-1811) بينها وبين غوته في كتاب “مراسلات غوته مع فتاة” الذي نشرته عام 1835. علاقة حبّ بين أديب في عمر 60 عامًا، وفتاة لم تناهز 20 عامًا، جعلتها تصل شهرة كبيرة بين عشيّة وضحاها. بدورها في سن 54 وقعت في حبّ شاب عمره 22 عامًا وهي مازالت في حداد بعد وفاة زوجها الذي أنجبت منه سبعة أطفال، بعد لقاء لهما في مدينة برلين عام 1839، وكانا قد تبادلا الرسائل التي تطورت فيما بعد إلى علاقة حبّ من طراز خاص.
جاء في أحد رسائلها إليه:
“كِلانا يريد أن يكون بسيطًا جدًا ولا نسعى لأيّ تقلبات أو تمويه، لأننا نريد أن نصبح أكثر وأكثر حميمية من أجل سعادة القرب الذي نرغب فيه، لأنك تريد أن تكون قريبًا مني وأنا أيضًا أريد أن أكون قريبة منك، وكلما كنا أبسط، لامسنا بشكل مباشر بعضنا البعض.”
أمّا ما كتبته إلى أحد صديقاتها فهو يؤكّد حرارة حبّها لهذا الشاب،
“ألا ترين؟ لقد وقعت للتوّ في حبّ طالب شاب”
ما أجمل قصص وقصائد حبّ “پِتينا فن أرمين”.
من على هذا التلّ أتغاضى عن عالمي
من على هذا التلّ أتغاضى عن عالمي
أنزل إلى الوادي، نعومة العشب ترافقني
من الطريق المؤدي إلى هناك
يبدو بيتُ أبيض شُيِّد في الوسط
ما هذا! لماذا يطيبُ للمعنى هنا؟
من على هذا التلّ أتغاضى عن عالمي
تسلّقتُ أيضًا أعلى مرتفعات البلدان
من هناك، كنت أرى السفن تشقُّ طريقها
والمدن البعيدة والقريبة
مُحاطة بالجبال في شموخ
كل هذا لا شيء، ما قد يحجبُ عنّي الرؤية.
من على هذا التل أتغاضى عن عالمي
وهل يمكنني غضّ البصر عن نعيم الجنّة؟
أتوق للعودة إلى تلك المروج
حيث ذروة بُرجك تلتقي بنظراتي
فقط هذه النظرات ترسمُ حدود عالمي.
من يستسلم للوحدة
من يستسلم للوحدة
آهٍ، سيصبحُ وحيدًا عمّا قريب
كل واحد منشغل بحياته، بحبّه
ويتركه مع لوعة عذابه.
من يستسلم لضوضاء العالم
آهٍ، سوف لن يكون وحيدًا قطّ
لكن، ما يحياه وما يُحبّه
لن يتحقّق أبدًا.
فقط من يُسلِّم نفسه للإلهام،
ذاك يحبّ الخلوة
قد يتوَهّم، أنّها تحبّه من جديد
أنّها تتوّق إلى حبّه.
تُزيّن الكوب والمذبح
تقدّس اللّذة والألم
ما تمنحه إيّاه، حقيقي
يهدي إلى الخلود.
شعاع نار الحياة
يتوهّج في صدره
في السماء يدرك
معنى لوجوده الأرضي المحض.
هل أنا أحبّكَ، لا أعرف ذلك!
هل أنا أحبّك، لا أعرف ذلك!
نظرة واحدة إلى وجهك
تجعلني لا أفهم ما يقع لي
هل أنا أحبّك، لا أعرف!
هل أنا أثق بك، لا أعرف ذلك!
عندما أكون في رحابة عالمك
أستغني عن التفكير
هل أنا أثق بك، لا أعرف!
هل أنا أعرفك، لا أدري!
أصدِّق كل ما تبوح به شفتاك
طيف روحك، نوري السامي
هل أنا أعرفك، لا أدري!
طفلتك، هل ستبقى مخلصة لك؟
لا أعرف ذلك!
دعاؤها تطلبه من السماء
ألا ينكسر حبّك لها أبدًا!
طفلتك، هل ستبقى مخلصة لك؟
لا أعرف!