نهايةُ عامٍ
عبدالإله الصالحي
إلى سليمان الريسوني
وأنا أمسحُ صوركِ البديعة من التلفون
أرى التاريخَ يترنح
ودروسا كثيرةً تتطاير في مهب الريح
أرى سيرة الإدمان
وأنهارًا لطيفة ضاعت قبل أن تصب في ذلك البحر الميت البعيد.
وأنا أتأمل الصور قبل الحذف
أرى حياتي مثل قافلة سيارات معطوبة قصفها الطيران
في حرب أليفة
بصواريخ لا تخطر على البال.
وهنا يبدأ ذلك السؤال
الذي يزعج العلاقة بين الحب وطعم التفاح
وكثرة الموج في الخيال.
ما العلاقةُ بين دبيب البيرة في العروق وأغنية تافهة
تسيطر عليك منذ الصباح؟
وما العلاقة بين حالكَ وهؤلاء المتسولين الذين يتبادلون الشتائم البذيئة قرب محطة القطار؟
وأنا أحذفُ الصور
يحيرني القدر
ويوجعني ذلك الألم الخفيف
وتلك اللذة العجيبة التي تنهال عليكَ في سيارة تُقِلكَ مباشرة من المطار
الى أي مكان.
وأعطفُ على شجرةٍ لا ذنب لها
ورائحةٍ تائهةٍ
وقط كان يتثاءب هناك بالصدفة
في ذلك المشهد العابر.
وحتى الآن لم أفهم لا التفاح ولا الموج
ولا الإدمان.
أحس فقط بالدخان
وأمسح أمسح أمسح…