في قلبي بحر وجمهور من الغرقى | وديع سعادة | منتخبات شعرية

للشاعر اللبناني وديع سعادة

سأذهبُ إلى الغابة

أقعدُ مع الحطّابين

وبفأس دهشتهم

أقطعُ أحلامي وألقيها في النار.

يقول الحطّابون:

اليابسُ يُقطع.

***

اخفض الصوت ارجوك

أريد أن أسمع السكون ماذا يقول

ربما يقول : تعال

وأريد أن أتبعه.

***

نتسلّق ضحكاتنا

لأنّ صراخنا شاهقٌ جداً

***

لا تطأ على الظل

إنه نظرة نائمة

***

كل هذه الرياح

ليست سوى آهات بشر

***

فقط لو عرفوا

إن دمعة واحدة تكفي

لغسل كل الارض

***

وللطريق رئة ايضاً

امش عليها خفيفًا

لئلا تختنق

***

الذين قلت لهم وداعًا هناك

سبقوني إلى هنا

***

مشى صامتًا

لئلا يثقل عبوره

الصوت.

***

كم هي صبورة

الطريق، التي مشت وحدها كل هذه الأيام.

***

الذين بلا أقدام ‏

حين تنظرُ إليهم بحب

يصيرون بأجنحة

***

كم كانت الارض جميلة

لو أن كائناتها تقتات فقط من الهواء.

***

الطير الذي حطَّ على رأسك ذاتَ يوم

لم يكن يريد سماء

بل رفيقًا.

***

كيف للسابح يصل

والبحر يغرق ؟

***

لا تدقَّ على الباب

امشِ

من في الداخل يدقّ على الباب أيضاً

ولا أحد يفتح له.

***

‏قُلْ للعابِر أن يَعود نَسي هُنا ظِلِّه!

***

ضجيج، ضجيج

كأن شاحنة تتسلق جبالا

في قلبه

***

في قلبي بحرٌ

وجمهورٌ من الغرقى

***

الذين ألفناهم شجرًا باسقًا

صاروا قشًا حين حزنوا.

***

الذي قتلوه ودفنوه

لأنه أكل ثمرة

نبت هيكله العظمي

وصار شجرة.

________________
* وديع سعادة : شاعر لبناني مواليد لبنان 1948م مقيم في استراليا منذ 1988م من ابرز شعراء قصيدة النثر، ترجمت نصوصه إلى اللغات الألمانية، الانجليزية، الفرنسية، الإسبانية، الإيطالية.

* من كتاب : الأعمال الشعرية الكاملة (2016)

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.