لمحات من سيرة متصوف

مسلم سلمان

لن تصيب جسداً أطلق ْ سهامك
لن تلمح وجهي
كل الأسماء على الرمل
كل الآلهة معروضة للبيع في سوق النخاسين
لا نبي يشتري مني حانتي
مهجوراً حتى البحر لا يلفظني
أعيد السيرة المبهمة مني
تارةً بالصمت وتارةً بالصراخ
وجهي الريح
من يفضح وجهي
نهارك أعمى
من يقدم الخطوة التالية إليك لن يملك منك شيئا
لن يحصد سحرك
وحدك الفردوس وحدك
تضيء مجدك
تعرف كيف تعيد المشهد الأول من السير إليك
تقرأ هذا اللوح لتكون الحبيب
ليكون المكان الحبيبة
تفسر الجنان بالجرأة والنهد أعطيته رمز الجبل
يعبرون إليك لكنك دون عبث تكشفهم
وجوههم صفراء تتوارى في الريح
من يطوي فضيحة أسمائهم
والكتاب ما زال مصلوباً في الرمح
لن يحرس نهرهم اليوم
ستعبرهم كأنك ضوءٌ يهبط
في ذاكرة العتمة
ادفن حبّك لِئلا ترى النسوة
قلبك جزيرة كبيرة
ضفافك حلم الطائر
مرفأ لنشيدهم
أناديك من قلبي المجنون:
لا نوايا عندي غيرك
داخل عيني عويل النسوة
حريق الأزمان
كلنا متعبون من الشوق إليك
أضطرب ُ من قلق حياتي
يأكلني الطير دون تخوم
من سنوات يأكلني وأعود دون تخوم
أنهض ُ أتبرّج ُ بالعشب والوردة
أنت َ عشيقي
أنت َ كوخي
والدنيا كلها مطر
كنت أريد نزع جلدي
لأتعرى أمام رياحك
ماذا أفعل
سأذهب للوادي أنتزع كبريائي

دون كره
كلي مديح إليك
لا تنسى
كنت َ الدم على شفةِ المسيح
والدنيا يد مقطوعة
لكن نشيدك ملأنا بالعشق
فصرت ُ أسيرك
متروك للريح
للذبح
للنار
لكنّي لن أحمل غيرك من نوايا
أنا السر الذي يفضح طريقك
سيعرفونك من وجهي
الحقيقة بين الدمعة والضحكة
هذه بقعة من دمه على جسدي
تنمو بين شفتي دماؤه
ليكون شهودي منكم
فتعالوا حين ترتجف الأرض

أقر ّ وا باسم الذي علمكم في الغار
أو ابحثوا عن سيرته بين الصوت والحلم
لن يغيب هذه المرة
كُتِب َ على الصخرة
(أنا موجود هنا)
في الرمل
في الخطوة
أنا الحائر من جموعي
عانِقني الآن
وستصل قاب قوسين بالخطى
أو تكن معلّقاً في وجهي الشمس
معلناً حضورك الأخير
أو تنتظر ليلة معراجك من جديد
اقرأ ارتجاف الريح
فتقول كن شاهدي
هذه ساعتي الأخيرة
لتفرح الناس
بين يديك الخمر
بين شفتي النرجس
جلست ُ والثمار تحتضن عطري
في صدري غزالة تركض
من يطاردها في ليل الله الناعم
من يضع الأشواك في ليل الله
احفظها بحنانك
كلنا نعتصم في ظلالك
كن ثمرتنا
(لتكن عشيقي)
جر ّ دني من خوفي
قرأت كتابك
تقول:
فاقد القلب أحمق
وهل بكائي عليك لعنة
سمعت صوتك بين الجبال
كل ّ حراس الدنيا لم يمسكوني
حين ركضت عائداً إليك
مفر ّ غاً روحي من عظامها ولحمها
تركت ُ فكرة الموت

لِئلا تشتهي روحي الجنة
نهضت الأجيال
من روحي تعرف متى تأتي الساعة
خلقت الأساطير
لتغري النسوة بمفاتن الجسد
بأريجك احتويتني
حجبت عني أنظارهم
دعني أتماهى فيك
الغربة فيك خاصة
كأني وحدي جدير بحبك
اغلق ْ فمي وأنا أمد ُّ يدي نحو شعرك
لأرى النور الذي تضيء فيه شهوتي
بكل مكان أمنحك روحي لأشم ّ أنفاسك
هذا هو المبدأ الأسمى
كي أرمز إلى الله من خلالك.

شاعر من العراق

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.