عندما يصمت الشعر أحتجاجًا | محمود البريكان | منتخبات شعرية

الشاعر العراقي الراحل محمود البريكان

“الشاعر يموت مرتين، مرة حين ينشر؛ وأخرى حين يقام له تمثال.”

***

ما مهمة الشاعر ؟

-أن يكتب قصيدة

ما مهمة القصيدة ؟

-أن تمنح بابا للجدار الأصم.

***

تروي لك الرياح

ما دفن التاريخ من أسرار موتاه

وأنت لا تسمع إلا قصة السفاح.

***

دموع

كاذبة .. حرارة الدموع

كاذبة .. ملوحة الدموع

كاذبة .. ما هي إلا عطش وجوع.

***

على المشهد

أسمر نظرتي، لكن لي حلمي

ولائي هو للأجمل والأبعد.

***

أرى التاريخ مرسومًا بأكمله على نظرة

وأسمعه -خفي النبض- في صوت

فلا ترعبني الفكرة

ولا يسحرني الموت.

***

وعبر أسى المحطات

وجوع الروح والجسد

وعبر النور والظل

أظل انشد إلى الأبد.

***

أوبئة مجهولة

تفترس الأرواح

نحن هنا أشباح

تنحت أحلامًا من الحجر.

***

يوقظك الصباح

لتسبر الليل ورؤياه

وأنت لا تذكر مسراه.

***

إلهي، إذا كان هذا عقابك

دعني أجتز عذاب الثواني سريعاً

إذا كان هذا اختبارك

هبني الشجاعة أن أتأمّل وجهي الغريب

أعنّي لكي أتنفس ثانية في سمائي

لكي أستعيد روائح أرضي

أعني لأعثر يوماً على روحي الضائعة

أعني لكي أعبر الفاجعة.

***

تصادف الأحلام تفسيرها

في لحظة اليقظة

تصادف اليقظة تفسيرها

في حلم تدفنه الذاكرة

من يخرج الإنسان

من هذه الدائرة ؟

_______________

*محمود البريكان : شاعر عراقي، من مواليد البصرة (1931 – 2002) وهو من رواد الشعر الحر، قال عنه بدر شاكر السياب : “البريكان هو شاعر عظيم ولكنه مغمور بسبب عزوفه عن النشر.”

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.