صُورَةُ جَمَالِكَ لَا تُغَادِرُ، أَيْ حَبِيبُ، خَيَالِي، وَلَا قَسَمَاتُ سِحْرِكَ؛ سَأَحُوطُ عَيْنَيَّ بِحُجُبٍ مِنْ رُمُوشِي، كَيْ يَنْهَرِقَ دَمِي، أَيْ خَلِيلِي، دُونَ أَنْ تَنْفَلِتَ صُورَتُكَ.
***
وَكَأَنِّي بَازٌ، أُحَلِّقُ مِنْ أَجْلِ الصَّيْدِ، وَإِذَا بِرَجُلٍ سَيِّءِ الْفَأْلِ يَرْمِينِي بِسَهْمٍ. فَإِذَا كُنْتَ لَا تَكْتَرِثُ، فَلَا تَجُلِ الْجِبَالَ؛ ذَلِكَ أَنَّ مَنْ يَجُولُهَا غَيْرَ مُتَسَلِّحٍ بِالرِّيْبَةِ، سَتَخْتَرِمُهُ، فِي غَفْلَةٍ مِنْ نَفْسِهِ، ذِهِ السِّهَامُ.
***
أَنَا الْأَفَّاقُ الْمُتَصَوِّفُ الْمَدْعُوُّ قَلَنْدَرًا؛ لَا نَارَ لَدَيَّ، وَلَا مَأْوَى، وَلَا مُنْتَبَذَ وَلَا مَا أَتَعَلَّقُ بِهِ. أَحُومُ، نَهَارًا،حَوْلَ الْعَالَمِ؛ وَأَنَامُ، لَيْلًا، وَتَحْتَ رَأْسِي طُوبَةٌ.
***
أَنَا الَّذِي، لَيْلَ نَهَارَ، أَهِيمُ فِي الْمَفَاوِزِ، يَنْسَكِبُ مِنْ عَيْنَيَّ دَمْعِي مِدْرَارًا؛ وَمَا بِي حُمَّى، وَلَا عَطَبٌ بِأَيٍّ مِنْ أَطْرَافِي؛ كُلُّ مَا أَعْرِفُهُ: شَكْوَايَ لَيْلَ نَهَارَ.
***
رُبَّتَمَا كُنْتَ لَبُوءَةً، وَرُبَّتَمَا كُنْتَ فَهْدًا، أَيْ حَبِيبِي، لِأَنَّكَ دَوْمًا تُصَارِعُنِي. إِنْ وَقَعْتَ بَيْنَ يَدَيَّ، سَفَكْتُ، أَيْ قَلْبِي، دَمَكَ، لِأَرَى كَيْفَ هُوَ لَوْنُهُ.
***
إِذَا كَانَتْ كَلِمَةُ قَلْبٌ مُرَادِفَةً لِكَلِمَةِ حَبِيبٌ، فَكَيْفَ لِي تَسْمِيَتُهُ؟ إِذَا كَانَ الْحَبِيبُ قَلْبًا، فَمِنْ أَيْنَ أَتَى الْقَلْبُ؟ أَمَّا عَنِّي، فَأَنَا عَارِفٌ بِأَنَّ قَلْبِي وَحَبِيبِي حَلَّا فِي بَعْضِهِمَا فَلَا قَلْبِي عَرَفْتُهُ وَلَا حَبِيبِي عَرَفْتُهُ.
ترجمة | رشيد وحتي
______________
*بابا طاهر عريان : فيلسوف فارسي، شاعر صوفي وغزلي، عاش في أواخر القرن الرابع الهجري.