جزء من يومياتي | عشرة نصوص لأحمد العجمي

شعر | خاص بمدار 24

كلُّ الفشلِ

الذي حققتُه

في مزجِ الماضي بالماءِ

كان من أجلِ إضاءةِ نفسي.

***

حينَ تسمعُ الصراخَ يقتربُ من

كلِّ شيءٍ تحبُّه فإنَّ

قلبَكَ يرفعُ أذرعَه ويهوي بها على

السفنِ التي تنقلُ الخوفَ

لتُغرقَها في فجواتِ الحزنِ التي

حفرت نفسَها بنفسِها،

هذا ما أفعلُه

في الفقاعاتِ التي

ينفخُها سربُ السحرةِ المعششينَ

في المداخن.

***

رسمتُ جزءاً من حياتي

على الهواءِ،

ودعوتُ الأعداءَ

لمشاهدتِه.

***

فوقَ طينٍ جافٍ صورُ قدميَّ تظهرُ مثلَ

أسماكٍ مُدخّنةٍ وتقولُ

على الأمل أن ينتشيَ ويتابعَ طريقَه في

المطرِ الذي

يحبُّه المسافرونَ الذينَ

يُعلّقونَ كلمةَ الحبِّ حولَ رقابهم

لتحميَهم من النمر.

***

في يومٍ ما وقفتُ

داخلَ القصيدةِ

للحصولِ على فُرصةٍ

لمشاهدةِ الطيورِ

وهي تزوّرُ فضاءَها.

***

في المترو أضعتُ هاتفي الذي

يحتوي على صورٍ للأحياءِ التي

يسكنُها بائعو النسيانِ

والمختنقونَ بصرخاتِهم المعزولةِ عن

الطرقاتِ المؤديّة إلى

مؤسساتِ ودوائرِ الدولة،

الصورُ ترفضُ الخروجَ إلى

الأماكنِ التي يرتادُها مَن

لا يكترثونَ لخيطِ العدالةِ.

***

أُعجبتُ كثيراً بالفنانيينَ

الذينَ رسموا

طقوسَ الضوءِ

داخلَ العُلبِ التي تنفجرُ

فوقَ الزمن.

***

في هذه اللحظاتِ

أتذكّرُ حواراتِ افلاطون

مع كافكا

وهما في السجن الذي

بناهُ لهما الأمل.

***

أنفقتُ آلاماً متنوّعةً

لأكونَ مُخترعاً لبهجةٍ قصيرةٍ

تُبعدُ الغصنَ اليابسَ

عن الذين اُحبُّهم

تُبعدُ الطاعةَ العمياءَ عن السفن.

***

في معرضِ الكتابِ الأخيرِ

لم أجد عنواناً يناقشُ أهميّةَ

النسيانِ

لمن تسجنُهم ذواتُهم

الماضي والهذيان ينفثانِ خداعَهما

في أوراقٍ جيلاتينيّةٍ

لقد خسرتُ الرهانَ

مع عصفور السفينة.

_________________

أحمد العجمي _ شاعر من البحرين

Image: Mohammad Bin Lamin

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.