أحمد رضا أحمدي | في هذه المياه

ترجمة : ماهر جمو | مدار 24

كيف لي أن أحدّق في هذه المياه الموحلة،

الموحلةِ والمكدَّرة..؟

 ذاويةً وملولةً تمتدُّ نظرتي نحو أوراق الخريف،

نحو ثمار البطّيخ الأحمر،

نحو نجمةٍ بعيدةٍ توهبُ إليّ..

أحمل النجمة إلى البيت

لأخبئها بين الملاءات البيضاء..

من وراء النافذة جاري يراقبني،

أهدي النجمة جريحةً إلى الجار،

الجارُ يداوي النّجمة

ويطلقها في السَّماء..

لكنّ النجمة تسقطُ في حديقة البيت

قربَ البنفسجات الرّبيعيّة،

الجيران جميعاً يتوافدون إلى حديقة البيت،

وندفن النّجمة فيها..

* * *

كيف لي ألاّ أحدّق في هذه المياه الموحلة،

الموحلة المكدَّرة

فليس ثمة نجمةٌ في السَّماء

ولا جارٌ في البيت..

الحديقة متروكةٌ في باحة البيت

ترابها يميدُ ويضطرب،

الورود تتفتّح في الحديقة

بألوانٍ فضّيةٍ باهتة

لكن

لا الشتلات لها اسمٌ

ولا الورودُ الفضيّةُ الباهتة.

_____________________

أحمد رضا أحمدي : شاعر ورسام وكاتب مسرحي إيراني، ولد في كرمان عام ١٩٤٠م، وانتقلت عائلته إلى طهران حيث اكمل تعليمه الثانوي فيها، ليدخل في أكاديمية الفنون بطهران، عمل موظفا في مركز التنمية للأطفال، وبدأ نشاطه الأدبي مبكرا وهو في سن العشرين. شكل مع مجموعة من الشعراء حركة الموجة الجديدة في الشعر الإيراني الحديث حيث يعتبر أحمدي من أهم الشعراء الحداثويين في إيران، وهو مؤسس اسلوب الشعر الإيراني الحديث “موجه نو” والتي كان لها تأثير كبير في مسار الشعر الفارسي، حيث ادخل أحمدي موضوعات الحداثة إلى عمق الثقافة الإيرانية في الأدب والفن والمسرح وجوانب أخرى.

* ماهر جمو : شاعر ومترجم سوري

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.