هل تتستر قناة الجزيرة على مجازر الجولاني في الساحل السوري؟

كتبه | شعلان شريف _ العراق

أعتقد أن كلمة “التستر” وصف مخفف للدور الذي لعبته وتلعبه قناة الجزيرة، فهذه القناة تلعب دور التحريض والتحشيد، والتبرير للمجرمين. وفي الحقيقة فإن هذه الأدوار القذرة أصبحت تشكل جزءا من الهوية الإعلامية لهذه القناة.

طوال سنوات كانت قناة الجزيرة هي المنبر الإعلامي الأبرز لمختلف الجماعات الإرهابية التي عاثت فساداً في العراق، واستخدمت هذه القناة كل أدواتها ومهارات العاملين فيها المدعومة بتمويل سخي من حكومة دولة قناة الجزيرة، أي مشيخة قطر، لتلميع صورة الإرهابيين وإظهار المجازر المرتكبة بحق المدنيين من الطائفة الشيعية، وضد أفراد الجيش والشرطة ومؤسسات الدولة في العراق، بتقديمها وكأنها عمليات مقاومة مشروعة ضد الاحتلال الأمريكي.

وفي الحرب الأهلية السورية كانت قناة الجزيرة المنبر الإعلامي الرئيسي للفصائل الأكثر تطرفاً ودموية بما في ذلك، فرع القاعدة المسمى “جبهة النصرة” وهو التنظيم الذي يحكم سوريا الآن بعد أن غير اسمه إلى هيئة تحرير الشام.

وضمن هذه السياسة المستمرة لقناة الجزيرة تأتي تغطيتها الخبيثة للأحداث الدامية في الساحل السوري هذه الأيام، حيث قامت بتضخيم وتهويل التمرد المسلح المحدود الذي قامت به جماعة مجهولة في بعض مناطق الساحل ذات الأغلبية العلوية، وفي المقابل صمتت عن المجازر الفظيعة التي ارتكبتها العصابات التكفيرية متعددة الجنسيات، المتعطشة للدماء، والتي تسميها قناة الجزيرة قوات الأمن السورية، وإذا تحدثت عنها فلتبريرها فقط، باعتبارها تجاوزات فردية محدودة قام بها أفراد غير رسميين، تصرفوا بدافع الثأر والحماس الزائد، بينما رأينا جميعاً عشرات وربما مئات الصور والفيديوهات التي تثبت أن ما جرى لم يكن سوى عملية إبادة ممنهجة ومنظمة ارتكبتها العصابات التكفيرية بموافقة صريحة أو ضمنية من الإرهابيين الكبار الذين قامت قناة الجزيرة قبل ذلك بتلميع صورهم وتقديمهم كرجال دولة في دمشق!.

لا تفعل قناة الجزيرة ذلك عبثاً، بل هذا هو الهدف الذي أنشئت من أجله، فهي الذراع الإعلامي لدولة قطر، الدولة الصغيرة التي تعوم على أموال النفط والغاز والساعية إلى لعب دور إقليمي أكبر من حجمها الطبيعي بكثير، وهي تعول في ذلك على طرفين داعمين، مهما بدا بينهما من تناقض، الأول هو الجماعات الإسلامية بمختلف فصائلها، من الإسلام السياسي المعتدل، إلى أشرس التنظيمات الجهادية التكفيرية، والطرف الثاني هو الحماية الأمريكية المتمثلة بقاعدة العديد، أكبر القواعد الأمريكية في الشرق!

_______________________________
* الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لموقع مدار24

مقالات قد تعجبك
اترك تعليق

لن يتم نشر أو تقاسم بريدك الإلكتروني.